ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ صباح الخميس في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، في أول مواجهة مباشرة بينهما منذ ست سنوات، وسط أجواء مشحونة بالتوترات التجارية والعسكرية المتزايدة بين البلدين.
مثّلت المصافحة بين الزعيمين أول اجتماع وجهاً لوجه منذ أن أطلق ترامب حربه التجارية ضد بكين قبل أعوام، ما جعل اللقاء يحمل رمزية سياسية كبيرة، بحسب "ديلي ميل".
وخلال الجلسة الافتتاحية، اعترف شي بوجود "احتكاكات" بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، قائلاً: "نظراً لاختلاف ظروفنا الوطنية، فمن الطبيعي أن تظهر خلافات بين اقتصادينا من وقت لآخر".
في المقابل، حاول ترامب أن يضفي أجواءً ودّية على اللقاء، واصفاً نظيره الصيني مازحاً بأنه "مفاوض صعب للغاية"، قبل أن يضيف بابتسامة: "سيكون لدينا تفاهم رائع... علاقتنا جيدة".
جاء اللقاء في لحظة حرجة بالنسبة لترامب، الذي يسعى إلى تحقيق مكسب سياسي خارجي يعيد له الزخم بعد تعثر اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس، وفشل محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال هذا الشهر.
وقبيل الاجتماع مباشرة، نشر ترامب رسالة عبر منصته "تروث سوشيال" أعلن فيها أنه وجّه وزارة الحرب الأمريكية لبدء تجارب نووية جديدة "على الفور"، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة ضغط موجهة لكلٍّ من موسكو وبكين، خصوصاً بعد تقارير عن تجارب مماثلة أجرتها الدولتان.
توازن مصالح معقّد
ورغم الانتقادات الحادة التي وجهها ترامب سابقاً إلى شي، حيث صنّفه ضمن "محور الخصوم" الذي يضم فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، فإن لقاء بوسان أظهر إدراك الجانبين لحتمية التعاون الاقتصادي.
فالصين تملك من 80 إلى 90% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة في العالم، وهي عناصر أساسية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية، في حين تعتمد بكين بدرجة أقل على المنتجات الزراعية الأمريكية مثل فول الصويا.
وقد أدرك ترامب، وفق محللين، أن "الولايات المتحدة لا يمكن أن تزدهر دون موارد الصين"، بينما تسعى بكين إلى تهدئة التوترات لتجنب مزيد من القيود التجارية الأمريكية.
انعقد اللقاء في قاعدة جيمهاي الجوية على مشارف مطار جيمهاي الدولي، بمشاركة وفد رفيع من الإدارة الأمريكية يضم رئيسة الأركان سوزي وايلز، ومستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر، ومستشار التجارة جيميسون جرير.
أما شي، فوصف علاقته الشخصية مع ترامب بأنها "دافئة"، مشيراً إلى أنهما "تحدثا عبر الهاتف ثلاث مرات وتبادلا عدة رسائل منذ إعادة انتخابه"، مؤكداً أن عليهما "الحفاظ على المسار الصحيح للعلاقات بين واشنطن وبكين".
واختتم ترامب بهذه القمة جولة آسيوية استمرت أسبوعاً شملت ماليزيا واليابان قبل أن تصل إلى كوريا الجنوبية، في محاولة لإعادة تثبيت حضور الولايات المتحدة في آسيا وتأكيد التزامها بحلفائها التقليديين، مع الإبقاء على خطوط التواصل مفتوحة مع خصومها الكبار.
وبين الحذر والتقارب المحدود، بدا لقاء بوسان محاولة لإعادة ضبط العلاقات بين القوتين العظميين، في وقت يختلط فيه الاقتصاد بالسياسة والسلاح بالرسائل الدبلوماسية.