الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
قال خبراء سياسيون فرنسيون إن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني مسعود بزشكيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يمثل منعطفًا دبلوماسيًا حساسًا قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة في الصراع حول البرنامج النووي الإيراني.
اللقاء، الذي أعلن عنه ماكرون مساء الثلاثاء، يأتي وسط توتر إقليمي ودولي، وتزايد الضغوط على طهران للعودة إلى التزاماتها النووية، أو مواجهة تشديد العقوبات.
ويرى الخبراء أن اللقاء الفرنسي – الإيراني في نيويورك سيكون اختبارًا حقيقيًا لإرادة طهران: هل هي مستعدة للعودة إلى الالتزامات النووية والتعاون مع المجتمع الدولي، أم أنها ستدفع باريس وحلفاءها إلى إعادة فرض العقوبات؟
وبحسب الخبراء، سيحدد اللقاء ليس فقط مستقبل الاتفاق النووي، بل أيضًا دور فرنسا كوسيط دولي في واحدة من أعقد أزمات العالم المعاصر.
وخلال خطابه أمام الجمعية العامة، شدّد ماكرون على أن الساعات المقبلة ستكون "حاسمة"، قائلًا: "إما أن تبادر إيران وتعود إلى طريق السلام وتفتح المجال أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأداء مهامها، وإما أن تُعاد العقوبات".
كما دافع الرئيس الفرنسي عن التعددية الفعالة في إدارة الأزمات العالمية، مؤكدًا أن التوتر في غزة والشرق الأوسط يعكس الحاجة إلى تعاون دولي أكثر صلابة.
وأشار إلى أن "لبنان لن يتنفس بحرية إلا عندما يزول سلاح حزب الله"، معلنًا في المقابل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين.
وفي هذا السياق، قال الباحث الفرنسي البارز في القضايا الاستراتيجية، الدكتور فرنسوا هيسبورغ، إن خطوة ماكرون "محاولة جريئة لإحياء مسار المفاوضات"، لكنه حذّر من أن طهران قد تستغل اللقاء "لشراء الوقت دون تقديم تنازلات جوهرية".
وأضاف هيسبورغ، لـ"إرم نيوز"، أن "إيران تراهن على الانقسام الدولي، لكنها تدرك أن عودة العقوبات المنسقة بين واشنطن وباريس وبروكسل ستكون مكلفة اقتصاديًا وسياسيًا، خصوصًا مع وضعها الداخلي الهش".
"آخر نافذة دبلوماسية"
من جهتها، قالت الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، الدكتورة فلورانس غوب، إن اللقاء يمثل "آخر نافذة دبلوماسية قبل الدخول في دوامة التصعيد".
وأوضحت غوب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "إيران تلمّح إلى استعدادها للانفتاح مع أوروبا، لكن أي تفاوض لن يكون ذا جدوى إذا لم يترافق مع شفافية كاملة أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضافت أن باريس تحاول لعب دور "الوسيط الصلب"، فهي لا تريد خسارة قنوات الحوار مع طهران، لكنها في الوقت نفسه "ترفض أن يُنظر إليها كطرف ضعيف أمام المماطلة الإيرانية".
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الملف النووي لم يكن المحور الوحيد في خطاب ماكرون أمام الأمم المتحدة؛ فقد ربطه بالسياق الأوسع للتوترات العالمية، من غزة إلى لبنان مرورًا بأوكرانيا.
وأكد ماكرون أن "روسيا لا يمكن أن تقتطع أجزاءً من أوكرانيا"، محذرًا من خطر "انتصار قانون القوة على قوة القانون".
كما أشاد بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي جدّد دعمه لحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.