إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
ملاذ عماد
أجرى رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي يتولّى أيضًا رئاسة الحركة الشعبية لتحرير السودان تعديلاً وزارياً داخلياً، مساء الثلاثاء، حيث استبدل نائبَه الأول بحليفه المقرب نائب الرئيس بنيامين بول ميل.
وفي قرار بثه التلفزيون الرسمي الحكومي أقال كير الدكتور جيمس واني إيقا، وهو أحد قدامى المحاربين في حرب التحرير، من منصبه كنائب أول لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان وأمينها العام، وعيّن مكانه بنيامين بول ميل، نائب الرئيس الذي عُيِّن في فبراير 2025، والذي يُنظر إليه على أنه يتمتع بنفوذ متزايد في صنع القرارات الحكومية.
ويُعتقد أن هذه الخطوة قد تشير إلى استعداد كير لتعيين خليفة محتمل خاصة في ظل التحديات السياسية الراهنة، وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام، العام 2018، لإنهاء حرب أهلية دموية، تعاني البلاد من أزمة إنسانية خانقة، تشمل: عنف مستمر، وانعدام الأمن الغذائي، وضعف الخدمات الصحية.
توترات وتحديات سياسية
وقال المحلل والمراقب السياسي غابريال جون لـ"ارم نيوز" إن التعديل الوزاري الأخير قد يعيق تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان وذلك بسبب الصراعات الداخلية والتوترات الحزبية.
وأشار جون إلى أن الرئيس سلفا كير سيواجه تحديات كثيرة داخل الحزب الحاكم، خاصة من قبل قدامى المحاربين الذين يرون أنه يهمّش رفاقه السابقين، معترفًا بأن خطوة ترقية بول ميل جاءت بسرعة، ولكن قد تترتب عليها عواقب وخيمة.
وأوضح جون أن التركيز قد يتحول من الترتيبات الأمنية التي نص عليها اتفاق السلام إلى الصراعات السياسية داخل الحزب، مشيرًا إلى إمكانية أن يشهد جنوب السودان فوضى وانقسامات خلال أسابيع أو أشهر.
وأشار إلى أن كير، في سبتمبر 2024، أرجأ الانتخابات لمدة عامين آخرين، مما أدى إلى تأجيل التصويت المقرر سابقًا بموجب الاتفاق الانتقالي، وذلك في محاولة لتجنب نزاعات أكبر، لكنه قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
تصعيد أم استبعاد؟
وأشار الباحث والأكاديمي المهتم بالشأن الأفريقي محمد حسين أن هذا التعيين يعزز من التيار الموالي لسلفاكير داخل الحزب الحاكم، ويضعف من فرص أي تيار معارض لاستعادة النفوذ، كما ساهم في إغلاق قنوات الحوار بين كير ومعسكر مشار.
واعتبر حسين، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن ريك مشار الذي يخضع للإقامة الجبرية في جوبا قد يرى في هذه الخطوة استبعادًا رسميًا له من هياكل القرار داخل الحزب، وأن هذه الخطوات السياسية قد تُعمّق الخلافات، وتزيد من الاحتقان السياسي، خاصة إذا ما اعتبرت فرصة لإقصاء مشار نهائيًا من المعادلة السياسية في جنوب السودان.
واعتبر حسين أن تعيين بنيامين بول ميل ليس مجرد تغيير إداري بل هو رسالة سياسية واضحة بأن كير يمضي قدمًا في إعادة تشكيل السلطة لصالحه، وإذا لم تتم إدارة التوازنات السياسية بحذر فقد يؤدي ذلك إلى انفجار سياسي جديد أو تعطيل خريطة الطريق، وفق تعبيره.
