مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
في خطوة غير مسبوقة، كشف الجيش الصيني عن دبابته الجديدة من طراز Type 100 خلال عرض يوم النصر في بكين، معلنًا دخول عصر جديد من الحروب البرية يعتمد على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والشبكات المعلوماتية في الدفاع، أكثر من سباق الدروع والذخائر التقليدية، كما حدث في أوكرانيا؛ حيث استُهدِفت الدبابات بالطائرات من دون طيار.
وكشفت "ساوث تشاينا مورينينغ بوست"، أن هذه الدبابة الصغيرة والخفيفة تمثل تحولًا جذريًّا عن تصميم الدبابات التقليدية؛ إذ لم يعد التركيز على سماكة الدرع أو عيار المدفع الرئيسي هو المعيار الأول، بل أصبح التكامل بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة، وربط منصات الأسلحة بشبكات المعلومات والاستخبارات الميدانية هو المحرك الرئيسي لقوتها القتالية.
وبحسب تقارير، فإن هذه النقلة النوعية الصينية، تتماشى وسباق التسلح الجاري بين بكين وواشنطن، لكن وبرغم أن تايوان قد تكون مسرحًا مستقبليًّا، فليس من الواضح ما إذا كانت بكين تستعد لمواجهة محتملة مع "تايبيه".
من جانبها قالت الناطقة باسم الجيش الصيني، إن "دبابات الجيل الجديد ومركبات الدعم المرافقة لها ستعمل على إحداث تحول جذري يعيد رسم ملامح المعارك البرية في المستقبل".
تعمل Type 100 بمحرك هجين (ديزل-كهرباء) يزيد من قدرتها على المناورة في جميع التضاريس ويقلل الضوضاء؛ ما يسمح لها بالاقتراب من العدو بصمت، حسب ما أفاد وانغ تشون، أحد أفراد الطاقم، كما يجهز الطراز بمدفع رئيسي عيار 105 ملم في برجٍ غير مأهول مع نظام تحكم ناري متقدم، يتيح ضرب الأهداف بدقة عالية مع حماية الطاقم داخل المركبة.
وتتمتع الدبابة الحديثة بتصميم برج متعدد الأوجه يقلل من احتمالية إصابة حرجة، وأنظمة رادار وأشعة تحت الحمراء وإنذار ليزري قادرة على كشف التهديدات وتحييدها فورًا عبر صواريخ لاعتراضها أو قنابل تشويشية.
وبحسب خبراء، فإن أبرز ما يميز Type 100 هو درجة المعلوماتية العالية التي تمنح الطاقم رؤية شاملة عبر خوذ مزودة بتقنيات الواقع المعزز وكاميرات رقمية، كما تُتيح ساعات ذكية لوحية، التواصل الفوري وتنسيق العمليات مع بقية المركبات والمنصات غير المأهولة في شبكة قتالية واحدة، وأضاف وانغ في تصريح لشبكة "سي سي تي في"، إن "نظام التصوير بزاوية 360 درجة يتيح للطاقم مراقبة محيطهم من داخل الدبابة دون الحاجة للخروج منها".
كما أن الخوذة المخصّصة للسائق تمنحه "رؤيةً أقرب إلى ألعاب الفيديو"؛ إذ تعرض على جانب الشاشة بيانات تشغيل المركبة، بينما يظهر على الجانب الآخر خريطة ميدانية تمنحه وعيًا كاملًا بساحة المعركة، بحسب التقرير.
وفي سياق متصل، تضيف مركبة الدعم التابعة للطراز Type 100، قدرةً على الدفاع الجوي ومراقبة الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى طائرة استطلاع صغيرة ومجموعة صواريخ قابلة لإطلاق ذخائر دقيقة؛ ما يجعلُها بمثابة "مدمرة إيجيس صغيرة على الأرض" قادرة على تعزيز الاستطلاع وضرب الأهداف بدقة.
وجاء في التقرير أن هذه الدبابات ومركبات الدعم، ستشكل القوة الأساسية للجيش الصيني في المعارك المستقبلية، مع إمكانية تنفيذ نشرٍ سريع بعيد المدى، وعمليات تكتيكية عميقة، والهجوم والدفاع في المناطق الحضرية، وتنسيق النيران المشترك.
في النهاية قد تُعيد هذه التكنولوجيا الجديدة رسم موازين الردع التقليدي في آسيا والعالم، ومن كييف إلى تايبيه؛ ما يجعل المعركة القادمة ليست حول من يمتلك الدروع الأثقل فحسب، بل من يسيطر على البيانات والشبكات الذكية أولًا.