رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم

"قلق أمني".. لماذا يخشى الأوروبيون تفجر الوضع في ليبيا؟

أفراد أمن في طرابلسالمصدر: رويترز

كشف مصدر سياسي ليبي لموقع "إرم نيوز"، أن مسؤولين أوروبيين أعربوا خلال الأيام الماضية عن مخاوفهم من تفجر الوضع في ليبيا، وذلك قبيل الاتفاق بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وجهاز الردع.

وأوضح المصدر أن هذه المخاوف لم تتبدد بعد الاتفاق، الذي وصفه الأوروبيون بـ"الهش"، مشيراً إلى أنه قد ينهار في أي لحظة.

وأضاف أن الأوروبيين يعتزمون التدخل بجدية للتوسط في كسر الجمود السياسي، خاصة إذا حصلوا على دعم أمريكي.

وأشار المصدر إلى أن الأوروبيين أبلغوا الجانب الليبي خلال اللقاءات الأخيرة بعزمهم دفع البلاد نحو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، التزاماً بخريطة الطريق الأممية التي أطلقتها المبعوثة هنا تيتيه مؤخراً.

تأتي هذه المخاوف في وقت تشهد فيه ليبيا جموداً سياسياً مستمراً بعد انهيار الانتخابات العامة التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

ويرى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن "المخاوف الأوروبية دائماً موجودة منذ سقوط النظام في 2011، وأوروبا تشعر بالقلق تجاه الوضع في ليبيا، لكنه يبقى كلاماً لا معنى له لأن الأوروبيين لا يملكون الأدوات اللازمة لحل المشكلة الليبية".

وأضاف العبدلي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأوروبيين، في مقابل وجود دول كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وتركيا، ليسوا بالطرف الأقوى أو الأكثر تأثيراً في المعادلة الليبية، وهم لا يهمهم إلا موضوع الهجرة غير النظامية وموارد الغاز والنفط الليبيين، وهما مهمان بالنسبة للطاقة في القارة العجوز".

وشدد على أن "أوروبا نفسها تعاني من مشكلات اقتصادية ولا تملك قرارات مستقلة دون دعم الولايات المتحدة، لذلك الأطراف المؤثرة في الوضع الليبي الآن هي روسيا وتركيا والولايات المتحدة".

دلالات مهمة

تجدر الإشارة إلى أن غرب ليبيا شهد أخيراً تصعيداً كاد أن يؤدي إلى جولة جديدة من الاشتباك بين قوات حكومة الوحدة وجهاز الردع، قبل التوصل لاتفاق نزع فتيل الأزمة.

وقال المحلل السياسي د. خالد محمد الحجازي إن "المخاوف الأوروبية من تفجر الوضع في ليبيا لها عدة دلالات مهمة: أولاً، تعكس إدراك أوروبا لحساسية الجغرافيا الليبية وقربها من الضفة الجنوبية للمتوسط؛ ما يجعل أي انفجار أمني يهدد بتدفقات جديدة من المهاجرين غير النظاميين نحو القارة. ثانيًا، يُظهر القلق الأوروبي إدراكاً بأن استمرار الانسداد السياسي والأمني قد يفتح الباب أمام تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة أو تدخلات قوى خارجية منافسة، وهو ما يهدد الاستقرار الإقليمي والأوروبي معاً".

أخبار ذات علاقة

آليات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس

ليبيا.. "تفاؤل حذر" في طرابلس مع بدء تنفيذ الاتفاق الأمني وتسليم مطار معيتيقة

وبين د. خالد محمد الحجازي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "أوروبا تملك عدة أوراق للتحرك، من أبرزها الضغط الدبلوماسي عبر بعثات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ودعم مسارات الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين".

وأضاف الحجازي: "كما تمتلك أوروبا أداة العقوبات الاقتصادية وتجميد الأصول للضغط على الأطراف المعرقلة، إضافة إلى ورقة التعاون الأمني والبحري في المتوسط لمراقبة الحدود ومنع تدفقات السلاح. ورغم هذه الأدوات، يظل تأثير أوروبا محدوداً إذا لم يُقترن بتوافق دولي أوسع، خصوصاً في ظل وجود تنافس دولي على النفوذ في ليبيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC