أقرّت عمدة أمستردام بيمكا هالسما بأنها "بالغت في اتهام المشجعين المسلمين والعرب في أحداث أمستردام الشهيرة عقب مباراة فريقي آياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، مؤكدة أن لفظة "مذبحة" التي استخدمها الإسرائيليون غير دقيقة بالمرة.
وأشارت في تصريح "مفاجئ" إلى أنه من غير المناسب استخدام هذا التوصيف، خاصة أن المشجعين الإسرائيليين هم من بدأوا بالعنف، ولم تزهق أرواح في الأحداث حتى توصف بالمذبحة، ما أثار عاصفة من الغضب الإسرائيلي وإطلاق الهجمات عليها.
وهاجم الإعلام العبري تصريحات عمدة أمستردام، متهمين إياها، بأنها "فشلت في إعادة النظام إلى العاصمة الهولندية في الأيام التي تلت الهجمات العنيفة ضد مشجعي مكابي تل أبيب"، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
ووصف الإعلام العبري تصريحات العمدة الهولندية بالمثيرة بقولها إن الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن مذبحة من مؤيدي الفلسطينيين في الشوارع، "وهذا بعيد عن الحقيقة" وفق قولها.
وأصر الإعلام العبري على استخدام لفظة المذبحة، رغم إشارة المسؤولة الهولندية، وأضاف أنه على الرغم من وجود حظر التظاهر خلال هذه الأيام، إلا أن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين مستمرة في شوارع المدينة الهولندية، وفي ساحة دام المركزية كل مساء تقريبًا، وقد بدأ السكان المحليون ينفد صبرهم، حسب صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" والقناة 13 الإسرائيلية.
وانتقد الإعلام العبري العمدة بامكا هالسما؛ لأنها تتعامل مع المشجعين الإسرائيليين، وكأنهم سبب الأزمة، واتهمومها بالترويج لتصريحات تحريضية في مقابلة مع التلفزيون الهولندي.
وقالت هالسما في المقابلة التليفزيونية: "أرى أنه تم تحميل الأحداث أبعادا سياسية معقدة من قبل إسرائيل، حيث بالغت في عرض المشهد بالإشارة لوقائع غير حقيقية"، مشددة أنها "دعاية إسرائيلية بعيدة عن الواقع، ولا يمكن أن تتحدث الحكومة الإسرائيلية بهذا الشكل المبالغ فيه، وهذه محاولة لإظهار التمييز في أمستردام ضد المغاربة والمسلمين، بشكل لا منطقي".
واعتذرت العمدة عن روايتها غير الدقيقة للأحداث، فور وقوعها، مؤكدة أن هذا ليس ما قصدته وليس ما أردته، فيما اعتبره الإعلام والسوشيال ميديا الهولندية اعتذارا مقبولا من المسؤولة الهولندية للمغاربة والمسلمين من شأنه تهدئة الأجواء المتشنجة، والتي بلغت درجة أن الحكومة الهولندية كانت مهددة بالانهيار.
وقدمت هالسما بيانًا مباشرًا عن مشجعي مكابي تل أبيب، بقولها "لم يكن لدي جميع البيانات عن المشجعين الإسرائيليين، ولم تظهر التقارير الأولية أنهم استخدموا العنف، لكنني الآن أفهم أن الإسرائيليين وفق الوقائع كانوا المبادرين بالعنف".
وأضافت عمدة أمستردام: "أستطيع أن أقول إن الشرطة الهولندية منعت وقوع حادث أكبر وأخطر بكثير في تلك الليلة"، وقد بذلنا قصارى جهدنا للحفاظ على المدينة آمنة قدر الإمكان".
