الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم
خاص

حرب شتائم وحسابات انتخابية.. الإغلاق الحكومي يفجر الصراع داخل البيت الأمريكي

مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكيالمصدر: رويترز

للأسبوع الثاني على التوالي، تفشل مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والجمهوريين في الكونغرس في إقناع الديمقراطيين بالتصويت لصالح تمرير مشروع الإنفاق الحكومي.

أخبار ذات علاقة

مطار بوربانك

الإغلاق الحكومي الأمريكي يشل مطارًا رئيسيًّا في كاليفورنيا

 وجعل ذلك حالة الإغلاق تدخل مرحلة اللاعودة في حسابات الطرفين، بالنظر إلى المكاسب التي يراها كل طرف لصالحه في الوقت الحاضر، لكن في مقابل ذلك، فإن الخطاب السياسي بين قيادات الحزبين يتجه إلى مزيد من التصعيد في لهجته والانحدار في مفرداته.

إلهان عمر.. الحجة المتكررة

في معرض حديثه عن أزمة الديمقراطيين من وجهة نظره اختار الرئيس ترامب أن يعود مرة أخرى إلى إثارة قصة النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، الصومالية الأصل، إلهان عمر. 

قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن الحزب الديمقراطي بلا قيادة في الوقت الحاضر، وإنهم يشبهون الصومال في ما يعيشونه، ومن هناك عرج إلى النائبة إلهان عمر، حيث يقول في كل مناسبة إنه التقى بالرئيس الصومالي وعرض عليه استعادة إلهان عمر لكن الأخير اعتذر عن قبولها وقال إنه لا يريدها.

ويقول ترامب ساخرا إن هناك من الديمقراطيين من يتصلون به للتفاوض وهو لا يعرفهم على الإطلاق.

هذه قطعا ليست المرة الأولى التي يعود فيها ترامب إلى الحديث عن إلهان عمر، النائبة الديمقراطية التي جاءت الولايات المتحدة لاجئة من بلدها الأم الصومال في الثامنة من عمرها قبل أن تدرس في ولاية مينيسوتا وتبدأ مشوارا سياسيا طويلا انتهى بها أخيرا إلى مبنى الكونغرس بالعاصمة واشنطن.

ومنذ الولاية الأولى للرئيس ترامب لم تكن هناك علاقة ود أو قبول ببن عمر وترامب حيث هاجم كلاهما الآخر سواء في مرحلة الحملة الانتخابية في الطريق إلى البيت الأبيض أو خلال وجود ترامب في البيت الأبيض، وعمر في الكونغرس.

 قصة الخلاف أخذت منحى آخر تماما في الولاية الثانية عندما باتت النائبة الديموقراطية موضعا للحديث عن بلدها الأصلي في كل مناسبة يثار فيها الحديث عن الخلاف بين ترامب والديمقراطيين.

توقيت القصة هذه المرة يتزامن مع موجة من التصريحات والتصريحات المضادة بين قيادات الحزبين فيما تضيق مساحة الحوار بينهما إلى الحد الذي بات يظهر معه أنه لا أمل في التوصل إلى اتفاق في الوقت القريب بشأن مشروع الإنفاق الحكومي. 

وفي مقابل ذلك تجد نائبة ولاية مينيسوتا كل الدعم من قبل الزملاء الديمقراطيين في الكونغرس، وكذلك على المستوى الوطني، حيث يرى الكثيرون أنها باتت تمثل نموذجا لقوة الشخصية والمواجهة حتى لو كان الطرف الآخر فيها هو الرئيس شخصيا.

انتخابات التجديد النصفي 

يقول قيادي ديمقراطي لـ"إرم نيوز" تعليقا على سلسلة التصريحات المتبادلة بين الحزبين إن الجمهوريين في الكونغرس عاجزون عن إقناع الديمقراطيين بصحة مشروعهم المالي المقترح وإنهم بدلا من الجلوس إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حلول توفيقية فضلوا اللجوء إلى الحديث عن مسائل لا تعنيهم مرتبطة بأمور الحزب الديمقراطي الداخلية.

القيادي يقول إنه إذا كان الرئيس ترامب يرى أن هناك أزمة في قيادة الحزب الديمقراطي فهو يرفض أن يستمع إلى آراء القيادات الموجودة في الكونغرس، حيث إن عليه أن يتفاوض مع زعيم الأقليتين الديمقراطيتين في المجلسين، حكيم جيفري في مجلس النواب وتشاك شومر في مجلس الشيوخ.

وأشار القيادي إلى أن جلسة المفاوضات الوحيدة التي خاضها ترامب مع الديمقراطيين لم تستمر سوى ساعة واحدة ولم يتم التوصل خلالها إلى أي اتفاق.

لقد قال ترامب دائما إنه رجل الصفقات الأول، وها هي الفرصة أمامه ليثبت للأمريكيين قدرته على التوصل إلى صفقة في الخلاف القائم مع الديمقراطيين حول الإنفاق الحكومي.

إغلاق الديمقراطيين وتشاك شومر 

في مقابل ذلك يذهب الجمهوريون، وعلى رأسهم مايك جونسون رئيس مجلس النواب والمقرب من الرئيس ترامب، إلى القول إن هذا الإغلاق لا علاقة له بالجمهوريين وإنه خيار الديمقراطيين، وأنه بالدرجة الأولى هو خيار زعيم الأقلية في المجلس تشاك شومر.

جونسون لا يزال يتمسك برأيه في اتهام الديمقراطيين بأنه لا يوجد مبرر لخيار الإغلاق الحكومي؛ لأن على الديمقراطيين من وجهة نظره السماح بإعادة افتتاح الحكومة ومن هناك يمكن الذهاب إلى طاولة المفاوضات.

الرئيس ترامب يعود مرة أخرى إلى إحياء الفكرة السابقة التي تقول إن حزبه يتمتع بالأغلبية في العاصمة واشنطن، وإن اعتراض الديمقراطيين الحالي هو تعطيل أجندته التي انتخب على أساسها.

 ويرفض ترامب حتى تلك التصريحات التي تقول بها منافسته السابقة المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس التي تقول إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت الأكثر تقاربا بين المرشحين في تاريخ البلاد الحديث.

ترامب يرفض هذا التوصيف ويقول إن الديمقراطيين خسروا كل شيء في نوفمبر الماضي وبفارق واسع لصالحه في البيت الأبيض ولصالح مؤيديه في المجلسين في مبنى الكونغرس.

من هنا يعتقد ترامب ومؤيدوه من المشرعين الجمهوريين أن هذا الإغلاق هو سلوك غير مقبول من قبل الديمقراطيين؛ لأنه مغاير تماما لتوجهات الناخبين الأمريكيين بحسب نتائج نوفمبر.

أخبار ذات علاقة

مبنى الكابيتول

الإغلاق مستمر.. الشيوخ الأمريكي يرفض مشروع قانون تمويل الحكومة

ولا يبدو أن هناك اتفاقا يلوح في الأفق رغم المحاولات الخمس حتى الآن التي طرحها الجمهوريون في مجلس الشيوخ وفي غياب أية فرصة للقاء جديد بين الرئيس ترامب وقيادات الحزب الديمقراطيين. 

وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الأمريكيين يحمّلون مسؤولية الإغلاق للحزب الجمهوري أكثر من الحزب الديمقراطي. وكل هذه المعطيات تجعل من هذه المعركة في الكونغرس تطول لأيام قادمة، وربما لأكثر من ذلك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC