logo
العالم

غينيا بيساو.. توتر سياسي واتهامات بالتخطيط لانقلاب عشية الانتخابات

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالوالمصدر: غيتي إيمجز

تواجه غينيا بيساو وضعًا سياسيًا وعسكريًا معقدًا بعد أن اعتقلت السلطات ضباطًا كبارًا من الجيش بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري، خاصة في ظل الخلاف المتصاعد بين قوى المعارضة والرئيس عمر سيسوكو إمبالو بسبب مساعيه للترشح إلى ولاية ثانية في انتخابات مقرر تنظيمها هذا الشهر.

وكان الرئيس إمبالو قد تعهد في مارس/آذار الماضي بالتنحي عن منصبه وعدم الترشح إلى ولاية ثانية، لكن تراجعه أثار توترات سياسية وتحركات داخل الجيش طيلة الأشهر الماضية.

أخبار ذات علاقة

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو

هددت بطرد بعثتها.. هل تمهد غينيا بيساو للانسحاب من "إيكواس"؟

وقال نائب رئيس أركان القوات المسلحة في غينيا بيساو، مامادو كوروما، إن: "السلطات أوقفت عددًا من كبار الضباط بتهمة التخطيط للانقلاب، ومن بين هؤلاء الجنرال دهابة نا والنا، والقائدان دومينغوس نانكي وماريو ميدانا، وقد قام هؤلاء بمحاولة جديدة لتقويض النظام الدستوري".

من جانبه، أوضح المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين أن "ما حدث في غينيا بيساو يعكس حجم الهشاشة وتباعد المواقف بين المؤسسة العسكرية وكذلك الحكومة، باعتبار أن هذه ليست المحاولة الانقلابية الأولى، فقبل أشهر دارت مواجهات عنيفة داخل حتى القصر الرئاسي بين الجيش الغيني الذي يسعى إلى السيطرة على السلطة وفصائل أخرى تصدت له".

وأضاف تورشين لـ"إرم نيوز" أن: "هذا يعني أن هناك انقسامًا وتباينًا في وجهات النظر داخل المؤسسة العسكرية فيما يتعلق بالسياسات التي يتبناها الرئيس عمر سيسوكو، فضلاً عن وجود دول شهدت انقلابات عسكرية في محيط غينيا بيساو على غرار غينيا الاستوائية والغابون والنيجر، وكان للرئيس سيسوكو دور مباشر في مناهضة هذه الانقلابات العسكرية".

وشدّد على أنه "ربما هناك تذمّر من قيادات الجيش في غينيا بيساو من هذا الدور، خاصة في ظل الانقسام السياسي بسبب رفض قوى سياسية إعادة ترشح عمر سيسوكو للرئاسة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وهي كلها عوامل تساهم في حدوث تحرك عسكري ما في غينيا بيساو".

تطور خطير

ويأتي هذا المستجد عشية انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في غينيا بيساو.

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا أن "ما يحدث في غينيا بيساو يعكس سعيًا من الجيوش إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة، وتستلهم تلك الجيوش من بعضها البعض، حيث لا تزال هناك انقلابات عسكرية على الرغم من أن الأنظمة العسكرية الحاكمة في غرب إفريقيا لم تحقق النتائج المرجوة"، وفق تعبيره.

وأوضح كايتا لـ"إرم نيوز" أن "هذا التطور خطير جدًا، على الرغم من أن الأجواء السياسية مشحونة في البلاد في أعقاب استبعاد أبرز مرشحي المعارضة، دومينغوس سيمويتش بيريرا، ومع ذلك يجب ترك النزال بين السياسيين وعدم إقحام الجيش".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC