بين الوساطات الدبلوماسية والاستثمارات المستهدفة، تواصل الإدارة الأمريكية تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية، وتضع أنظارها على ما هو أبعد من المعادن الأساسية.
ويقول تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية غن أنظار ترامب باتت تتجه نحو النفط الأفريقي.
ويتبلور شعار ترامب "التجارة لا المساعدات"، تدريجيًا في القارة الأفريقية، فبعد أن استهل ولايته الثانية في البيت الأبيض بزيادة الرسوم الجمركية وخفض فوري للمساعدات الإنمائية، التي ذهب حوالي 40% منها إلى دول جنوب الصحراء الكبرى، يُروّج الرئيس الأمريكي لدبلوماسية المعاملات التي تُركّز على الموارد الأفريقية.
وفي حين أن شعار الجمهوريين، الذي يتبنى الوقود الأحفوري، "احفر يا عزيزي، احفر"، يهدف في المقام الأول إلى تعزيز قوة النفط الرائدة عالميًا، لا يزال الذهب الأسود الأفريقي موردًا مرغوبًا للغاية لدى الإدارة الأمريكية، كما يقول التقرير.
وخلال جولة له في شمال أفريقيا نهاية يوليو الماضي أعلن مستشار دونالد ترامب الخاص لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، أن شركة إكسون موبيل الأمريكية العملاقة ستوقع عقدًا للتنقيب عن النفط في ليبيا.
وفي انتظار إتمام هذه الاتفاقية، تُمثّل هذه العملية عودة الشركة الأمريكية العملاقة إلى ليبيا بعد غياب دام أكثر من عقد بسبب انعدام الاستقرار الأمني في البلاد، وتقع المناطق البحرية الأربع التي تستهدفها شركة إكسون موبيل قبالة الساحل الشمالي الغربي لليبيا، في منطقة خليج سرت، وسيتم تقييم إمكاناتها النفطية والغازية بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط.
واستنادًا إلى منطق الفرص بدلاً من استراتيجية الاستغلال المباشر، فازت مجموعة هيل إنترناشونال الأمريكية بعقد خدمات إدارة بقيمة 235 مليون دولار أمريكي من مشروع مشترك بقيادة شركة إيني الإيطالية ومؤسسة النفط الوطنية.
ويتعلق الاتفاق بأعمال مشروع "ستركشنز إيه آند إي" البحري التابع لشركة مليتة للنفط والغاز، والذي تُقدر قيمته بـ 8 مليارات دولار أمريكي.
وفي كوت ديفوار، التزمت الولايات المتحدة أيضًا باستثمار 5.1 مليار دولار في قطاع الطاقة. ووُقِّعت اتفاقيات مختلفة في مايو الماضي مع شركات أمريكية، من بينها اتفاقية لبناء مصفاة نفط جديدة بطاقة 170 ألف برميل يوميًا لتعزيز قدرة شركة التكرير الإيفوارية (SIR).
ومن جانبها، تخطط شركة مورفي أويل، ومقرها تكساس، لبدء عمليات الحفر قبل نهاية العام.
وتابع التقرير أنه "في نيجيريا وأنغولا والجزائر وناميبيا، يتزايد الطلب الأمريكي على النفط الأفريقي مع سلسلة من اتفاقيات الاستكشاف والإنتاج التي وُقِّعت في الأسابيع الأخيرة.
وصرح إن جيه أيوك، من غرفة الطاقة الأفريقية، لـ"جون أفريك": "في عهد بايدن، كان الاستثمار النفطي في أفريقيا مُثبَّطًا، ولكن مع وصول ترامب، يعكس الزخم الحالي موقف الولايات المتحدة المؤيد لنمو سوق الطاقة الأفريقية".