اتّهم رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه، سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد، باول هيرشينسكي، بمحاولة دعم ما وصفه بمحاولة قلب النظام الدستوري؛ "، في خطوة تُعمّق عزلة تبليسي وتدفعها نحو أحضان الصين وإيران بعيدًا عن المسار الأوروبي.
وبحسب "جيمس تاون فاونديشن"، فإن هذه الاتهامات كشفت توترات غير مسبوقة في العلاقات بين الحكومة الجورجية بقيادة حزب الحلم الجورجي والدول الغربية، غير أن الاتحاد الأوروبي بدوره رفض هذه الاتهامات بشكل قاطع واعتبرها معلومات مضللة وهجوماً شخصياً على السفير.
وكشفت مصادر أن الدبلوماسيين الغربيين في تيبليسي، أصبحوا أهدافاً للاتهامات المستمرة من الحكومة، عقِب احتجاجات ما قبل وبعد الانتخابات البلدية في 4 أكتوبر، كما دعا كوباخيدزه السفارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى الابتعاد عن العنف، مؤكداً أن الشعب الجورجي لم يعد يتبع المبعوثين الغربيين بشكل أعمى.
وخلال الانتخابات البلدية، تجمع المتظاهرون في ساحة الحرية قبل التوجه إلى قصر الرئاسة، حيث اقتحم بعض المشاركين الباحة، لكن الشرطة طردتهم، وفتحت وزارة الداخلية الجورجية تحقيقاً واعتقلت أكثر من 20 شخصاً على خلفية الأحداث.
من جانبه طالب كوباخيدزه وزارة الخارجية الأمريكية بإدانة الاحتجاجات، في محاولةٍ لإظهار أن خلق الفوضى ليس في مصلحة الشعب الجورجي، كما شدد مسؤولون حكوميون على أن الدول الغربية هي من يقف وراء المحاولات التخريبية، الأمر الذي رفضه الاتحاد الأوروبي بأشد العبارات.
وفي بيان صادر عن خدمة العمل الخارجي الأوروبي، أكدت المفوضة كايا كلاس والمفوض أوليفر فارهيلي على أن الاتحاد الأوروبي يدين المعلومات المضللة والهجمات الشخصية على السفير، لكنه واجه تجاهلاً ضمنياً من مسؤولي الحكومة المحلية.
من جهته قلَّل عمدة تبليسي، كاخا كالادزه، من أهمية موقف الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن السلطة الحقيقية في جورجيا هي للشعب وليس للمسؤولين الأجانب، وعكست تصريحات كالادزه توجه الحكومة لتقليص نفوذ الغرب في الشؤون الداخلية.
وبحسب مراقبين فإن هذه الاتهامات ليست المرة الأولى التي يصبح فيها ممثلون أوروبيون أهدافاً للهجوم؛ فبعد إصدار الحكومة قوانين مثيرة للجدل اعتُبرت مخالفة لمعايير الاتحاد الأوروبي، واجهت البعثات الغربية في البلاد انتقادات متصاعدة، وفي سبتمبر، اتُهِم السفير هيرشينسكي بدعم "المجموعات المتطرفة" خلال احتجاجات ساحة روستافيلي، فيما تم استدعاء سفراء كلٍّ من ألمانيا والمملكة المتحدة إلى وزارة الخارجية الجورجية في حوادث غير مسبوقة.
ولذلك تواجه جورجيا اليوم تراجعاً في مسار التكامل مع الاتحاد الأوروبي، مع توجه الحكومة نحو علاقات أقرب مع إيران والصين؛ ما يرفع المخاطر على الديمقراطية المحلية ويزيد من النفوذ السلطوي في المنطقة.