مع عودة حزب العمال إلى الحكم في بريطانيا، يتساءل تقرير لصحيفة "تلغراف" إن كان توني بلير، يسعى إلى العودة للأضواء مجددا خاصة بعد أن كشف رئيس الحكومة كير ستارمر أنه حصل على نصائح "مهمة" من رئيس الوزراء الأسبق.
ويبلغ بلير الآن من العمر 71 عامًا، وتقول الصحيفة إن لديه رغبة دائمة في تسليط الأضواء عليه، إضافة لكونه يتمتع بالخبرة والاتصالات اللازمة لجعل نفسه "مفيدًا" لحكومة حزب العمال الجديدة، لكن عودته إلى الواجهة أو تهميشه من قبل حكومة حزب العمال لا تزال غير واضحة.
ويؤكد مساعدو بلير السابقون، مثل لانس برايس، على أنه لن يكون هناك دور رسمي لبلير في الحكومة الجديدة، مؤكدًا أنه "يعي جيدًا أهمية عدم طغيان شخصيته على ستارمر، ما يسمح للزعيم الجديد بتأسيس هويته ونهجه الخاص.
ورغم أن توني بلير قد لا يكون قادرًا على تأمين منصب رسمي رفيع المستوى في حكومة كير ستارمر، فإن نفوذه سوف يظل ملموسًا من خلال قنوات غير مباشرة مختلفة، بحسب الصحيفة.
ومنح ستارمر العديد من الشخصيات الرئيسية القريبة من بلير، دورًا مهمًا في الحكومة، مثل مدير الاتصالات في الحكومة ماثيو دويل، والمستشار بيتر هايمان، إضافة لشخصيات أخرى، على رأسها جاكي سميث التي ستصبح وزيرة للتعليم العالي، وديفيد ميليباند، واللورد بيتر ماندلسون، المرشحان لمنصب سفير في الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن تجارب بلير الماضية والأشياء التي ندم عليها، تعد بمثابة دروس قيمة لستارمر، إذ اعترف رئيس الوزراء الأسبق بأنه كان يتمنى لو كان أكثر جرأة في مجالات مثل إصلاح الخدمة العامة، واستخدام التكنولوجيا لتحقيق النمو الاقتصادي.
وتتجلى أهمية بلير، بحسب "تلغراف"، في قدرته على جمع الشخصيات المؤثرة، إضافة إلى امتلاكه معهدًا عالميًا يقدم المشورة للقادة.
وتوقعت الصحيفة أن يزود بلير رئيس الوزراء البريطاني الجديد بنصائح في مجال السياسة الخارجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع زعماء العالم الذين قد لا يشاركونه نفس الأيديولوجيا السياسية.
ورغم تقديره لخبرة بلير ونصيحته، تؤكد "تلغراف" أن ستارمر يدرك الحاجة إلى التكيف مع المشهد السياسي والاجتماعي المتغير في القرن الحادي والعشرين.
ورغم مركز بلير داخل حزب العمال إلا أن ذلك لم يمنع من المسارعة برفض بعض الأفكار، مثل اقتراح إصدار بطاقات هوية لمعالجة الهجرة غير الشرعية، إذ قالت وزيرة الداخلية الجديدة إيفيت كوبر: "هذا ليس نهجنا".