logo
العالم

قبل إعلان نتائج الانتخابات.. كيف خطط الجيش للانقلاب في غينيا بيساو؟

جنود على الطريق الرئيسي في غينيا بيساوالمصدر: رويترز

قبل ساعات من إعلان النتائج الأولية لانتخابات 23 نوفمبر، اهتزت غينيا بيساو على وقع تحرك عسكري سريع أنهى فعليًا العملية الديمقراطية. 

ففي ظهر يوم 26 نوفمبر، اعتقل جنود الرئيس عمر سيسوكو إمبالو داخل القصر الرئاسي بعد سماع إطلاق نار قرب محيط القصر واللجنة الانتخابية، وأعلنوا "السيطرة الكاملة على البلاد"؛ وقد أدى اللواء هورتا نتام اليمين الدستورية كرئيس للمرحلة الانتقالية لمدّة عام.

ورغم عودة الهدوء النسبي للعاصمة، فإن الغموض يلفّ تسلسل الأحداث؛ إذ أفادت مصادر لمجلة "جون أفريك" بقيام مجموعات بنهب القصر الرئاسي. وتؤكد المعطيات الأولية أنّ الجيش علّق العملية الانتخابية بحجة "مخطط لزعزعة الاستقرار" و"تلاعب بنتائج التصويت"، بينما كانت نتائج مراقبي الاتحاد الأفريقي تشير إلى منافسة شديدة وفارق لم يتجاوز 11 ألف صوت لصالح مرشح المعارضة فرناندو دياس.

أخبار ذات علاقة

أعلام دول مجموعة الإيكواس

إيكواس تعلق عضوية غينيا بيساو بعد الانقلاب العسكري

في هذا السياق، يبرز السؤال الأهم: هل كان التحرك العسكري ردًا على اتهامات بالتزوير، أم استباقًا لنتائج قد لا تخدم الرئيس؟

 مكالمة غامضة واتصالات مكثفة

أحد أكثر عناصر المشهد إثارة للجدل كان اتصال إمبالو بمجلة "جون أفريك" بعد دقائق من اعتقاله، حيث قال إنه اقتيد مع كبار الضباط، وإن "البلانتي"، الأغلبية في الجيش، يقفون خلف التحرك؛ وكانت المفاجأة في احتفاظه بهاتفه وإجرائه اتصالات متواصلة، وهو ما أثار تساؤلات حول حقيقة وضعه أثناء الاعتقال.

وشملت اتصالات الرئيس قادة من: نيجيريا، وتشاد، والسنغال، والكونغو الديمقراطية، في محاولة لإطلاق وساطة تُسهّل نقله مع عائلته إلى داكار. 

في المقابل، تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بالتلاعب الانتخابي؛ فبينما أعلن إمبالو حصوله على 65% من الأصوات، أكدت المعارضة أن مرشحها فرناندو دياس كان متقدّمًا وفق فرز مراقبي الاتحاد الأفريقي.

أخبار ذات علاقة

عمر سيسوكو إمبالو

الجنرال هورتا إنتا رئيساً لغينيا بيساو وإمبالو "المخلوع" يصل السنغال

كما ظهر دياس في مقطع فيديو قال فيه إنه نجا من محاولة اعتقال، ووصف ما حدث بأنه "محاولة انقلاب مدبّرة لتعطيل الانتخابات"؛ أما المرشح المعارض السابق دومينغوس سيمويس بيريرا، فقد تم اعتقاله مساء الأربعاء، ما زاد الغموض السياسي.

صراع داخل الجيش وتاريخ من الانقلابات المتكررة

لم يكن انقلاب 2025 حدثًا معزولًا في بلد شهد 4 انقلابات و17 محاولة انقلاب منذ 1980. فقد سبق لإمبالو نفسه أن تحدث عن محاولات استهدافه في 2022 و2023، كما اتّهم شخصيات سياسية، وعلى رأسهم بيريرا، بالوقوف خلف محاولات لزعزعة الاستقرار. 

لكن تفجير أزمة 31 أكتوبر، حين أعلن الجيش إحباط "محاولة انقلاب لمنع الانتخابات"، كشف هشاشة العلاقة بين الرئيس والقيادة العسكرية.

صعود اللواء هورتا نتام إلى السلطة الانتقالية، بدلًا من العميد دينيس نكانها الذي كان مقرّبًا من إمبالو، يبرز تغيّرًا داخل مراكز القرار العسكري.

أخبار ذات علاقة

الجنرال هورتا نتام القائد الانتقالي الجديد لغينيا بيساو

مقرب من إمبالو.. من هو الجنرال "هورتا نتام" قائد انقلاب غينيا بيساو؟

ويشير محللون إلى أن الرئيس فقد تدريجيًا السيطرة على توازنات الجيش، حتى وإن بدا أنه حصد دعمًا قويًا في سنوات حكمه الأولى.

ومع تبادل الاتهامات بين المعسكرين حول نية كل طرف تعطيل إعلان النتائج، تبرز حقيقة واحدة؛ أن مستقبل النظام السياسي في غينيا بيساو سيُعاد رسمه بالكامل في ظل مرحلة انتقالية غامضة، وصراع طويل بين اللاعبين السياسيين قد يمتد إلى ما بعد العام الانتقالي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC