دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، ماريا كورينا ماتشادو، قوات الجيش والأمن في بلادها إلى التوقف عن تنفيذ أوامر الرئيس نيكولاس مادورو و"ترك السلاح"، معتبرة أن النظام الحاكم في فنزويلا يعيش مرحلة "انهيار".
وجاءت دعوة ماتشادو في تسجيل صوتي نشرته عبر منصة "إكس"، وجهت فيه نداء مباشرًا للعسكريين، مؤكدة أن "صرخة الحرية تتعالى داخل البلاد وخارجها"، وأن الفنزويليين "ينتفضون على نظام إجرامي أسر الشعب وفرّق العائلات وجوّع البلاد عمدًا".
وأضافت ماتشادو أن لحظة الاختيار تقترب بالنسبة للمؤسسة العسكرية، متسائلة إن كان عناصر الجيش قادرين على "النوم مطمئنين بعد كل هذه الوحشية"، داعية إياهم إلى "عدم مهاجمة أبناء شعبهم"، وأن يكونوا "أبطالًا لا مجرمين"، والانضمام إلى الحركة الشعبية "عندما يحين اليوم المرتقب"، على حد وصفها.
وبحسب وسائل إعلام فنزويلية، تستعد ماتشادو للتوجه إلى العاصمة النرويجية أوسلو لتسلّم جائزة نوبل للسلام لعام 2025 تقديرًا لنشاطها في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية في فنزويلا.
وأثار منحها الجائزة جدلًا واسعًا بعد تقارير إعلامية أشارت إلى تعزيزها دعمها لإسرائيل وعلاقاتها مع حكومة بنيامين نتنياهو، إذ سبق لها أن طلبت في عام 2018 من نتنياهو التوسط داخل مجلس الأمن الدولي لتمهيد الطريق أمام تدخل دولي محتمل في فنزويلا مقابل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب في حال وصولها إلى السلطة.
وتأتي تصريحات ماتشادو وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، بعد أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آب/ أغسطس الماضي يوسّع استخدام الجيش تحت ذريعة "مكافحة عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية.
وفي هذا الإطار، أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة السواحل الفنزويلية، فيما قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الجيش "جاهز للعمليات، بما فيها تغيير النظام" في فنزويلا.
وردّ مادورو على الخطوات الأمريكية بالإعلان عن حشد 4.5 مليون شخص من القوات النظامية والمتطوعين استعدادًا للتصدي لأي هجوم محتمل.
وأثارت الهجمات التي نفذها الجيش الأمريكي ضد قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، بحجة مكافحة تهريب المخدرات، جدلًا واسعًا بشأن "عمليات قتل خارج نطاق القانون"، وفق منظمات حقوقية دولية.
