logo
العالم

بعد الهجوم العنيف على كييف.. هل أنهت موسكو آمال المفاوضات؟

من آثار الهجوم العنيف على كييفالمصدر: رويترز

شهدت كييف واحدة من أعنف الموجات الهجومية بالطائرات المسيرة والصواريخ منذ اندلاع الصراع، والتي لا تقرأ فقط باعتبارها جولة جديدة في حرب الاستنزاف، بل كإشارة واضحة على أن المفاوضات المتعثرة بين موسكو وكييف تبتعد أكثر فأكثر عن مسارها.

وترافقت الهجمات التي طالت العاصمة وأجبرت سكانها على الاحتماء بمحطات المترو، مع حالة استنفار أمني امتدت إلى دول الجوار مثل بولندا، التي أغلقت مجالها الجوي قرب الحدود الشرقية، وهو ما يؤكد أن تداعيات الحرب لم تعد محصورة داخل الأراضي الأوكرانية.

وبين لغة الميدان ولغة الدبلوماسية، تبدو أوكرانيا أمام فصل جديد تتقدم فيه أصوات الانفجارات على أي مساعٍ للتسوية، ويظل السؤال الأبرز، عن تداعيات هذا التصعيد على مسار التفاوض المتعثر منذ أشهر.

ويرى الخبراء أن الهجوم الروسي الكثيف على كييف يمثل تصعيدًا خطيرًا يعمق تعثر المفاوضات المتوقفة أصلًا، إذ يعكس تكثيف الضربات المتبادلة سعي كل طرف لتعزيز موقعه الميداني قبل أي تحرك تفاوضي محتمل، وهو ينذر بمرحلة أكثر تعقيدًا دون مؤشرات قريبة على التسوية. 

وفي السياق، قال رامي القليوبي، الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن التصعيد العسكري الروسي الأخير ضد العاصمة الأوكرانية كييف من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التعثر في مسار المفاوضات، خاصة أنها متوقفة منذ فترة.

وأكد لـ"إرم نيوز"، أن المشهد الحالي يشير إلى تكثيف متبادل في العمليات العسكرية والضربات بين الجانبين، مشيرًا إلى أن هناك انطباعًا بأن الطرفين، الروسي والأوكراني، يوظفان أقصى إمكاناتهما العسكرية، وهو ما قد يفسر كمؤشر على اقتراب نهاية الحرب، خاصة أن كل طرف يسعى لتحسين موقفه على الأرض قبل أي تحرك محتمل على طاولة التفاوض.

وأضاف القليوبي، أن اللافت في هذه المرحلة هو التغير في طبيعة الأهداف التي يتم ضربها، ما يعكس تحولات في أولويات كلا الطرفين، ولذا يبدو أن الجانبيين يدركان أن لحظة الحسم قد تقترب، لكن دون أن يعني ذلك بالضرورة قرب التوصل إلى تسوية، بل ربما نكون أمام فصل جديد أكثر تعقيدًا.

أخبار ذات علاقة

من آثار الهجمات على كييف

"من أكبر الهجمات".. كييف تحت نيران المسيّرات والصواريخ الروسية (فيديو)

وقال إبراهيم كابان، رئيس شبكة الجيو - استراتيجي للدراسات، من جهته، إن التحركات الأخيرة من الجانب الأوروبي حملت تهديدًا واضحًا تجاه روسيا، وذلك ردًا على ما وصفه باختراق موسكو للمسارات الجيوسياسية والعسكرية.

وأشار كابان لـ"إرم نيوز" إلى أن الرد الروسي الأخير، والمتمثل في استهداف العاصمة الأوكرانية كييف بوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة، جاء كرسالة مباشرة إلى الغرب، مفادها أن روسيا ماضية في عمليتها العسكرية حتى تحقيق كامل أهدافها، وهي أهداف غير قابلة للتنازل أو أن تكون محلًا للتفاوض.

وأضاف الخبير في الشؤون الأوروبية، أن من الواضح أن كل ما نشهده من تصعيد عسكري، سواء عبر استهداف المصانع العسكرية الروسية أم استخدام الطائرات المسيرة ورفع مستوى المواجهة في أوكرانيا، يدخل ضمن سياسة الضغط الروسي المباشر على أوروبا، وأن هذه التحركات تعقد أي مساعٍ سياسية لحل الأزمة، وتكرس استمرار لغة التصعيد المتبادل، خصوصًا في ظل الموقف الأمريكي المتذبذب.

وتابع: "ورغم أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها في أوروبا، إلا أن دعمها العسكري سيكون مشروطًا بمدى استعداد الدول الأوروبية لتحمل تكاليف هذا الدعم، ما يجعل المعادلة أكثر تعقيدًا ويزيد حدة المواجهة في المرحلة المقبلة".

أخبار ذات علاقة

 رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا  فون دير لايين

قمة كوبنهاغن.. أوروبا تتعهد التصدي لمحاولات روسيا "زرع الشقاق"

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC