بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، زيارة رسمية إلى بريطانيا، تشمل لقاءات مع العائلة المالكة ورئيس الوزراء كير ستارمر، وسط احتجاجات غاضبة في شوارع لندن أظهرت انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي في المملكة المتحدة.
ووصف ترامب الزيارة بأنها "يوم عظيم" منذ لحظة وصوله إلى لندن، مؤكداً حماسته للقاء "صديقه القديم" الملك تشارلز.
وافتتح ترامب برنامج زيارته الأربعاء، باستقبال رسمي في قصر وندسور، بعيدًا عن المظاهرات المعارضة له في شوارع لندن، وفق محطة "بي.إف.إم" الفرنسية.
وشملت المراسم لقاء الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون، تلاه لقاء مع الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، فيما تخللت الاستقبال عروض استثنائية شملت 1300 جندي بريطاني، وموكبا ملكيا بالخيول والعربات، واستعراضا موسيقيا.
وبعد مأدبة غداء خاصة مع العائلة المالكة، وضع ترامب وزوجته ميلانيا إكليلاً من الزهور على قبر الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في كنيسة سانت جورج.
واختتم اليوم الأول بموكب جوي جمع بين مقاتلات F-35 البريطانية والأمريكية وفريق الاستعراض الجوي Red Arrows، قبل أن تُقام الوليمة الملكية الكبرى التي ضمت 150 مدعواً.
على بعد نحو 40 كيلومتراً من قصر وندسور، شهدت شوارع لندن تجمعات حاشدة نظمتها حركة "أوقفوا ترامب"، تعبيراً عن رفض زيارة الرئيس الأمريكي الذي لا يزال يحظى بشعبية محدودة في بريطانيا، وفق محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية.

وتوقعت السلطات مشاركة آلاف المتظاهرين، ودفعّت بأكثر من 1600 شرطي لتأمين العاصمة. كما شهدت مدن أخرى احتجاجات مشابهة، ما يعكس الانقسام الحاد في الرأي حول استقبال ترامب في البلاد.
أما اليوم الثاني من الزيارة، الخميس، فخصص للمباحثات السياسية في مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني في "شيكرز".
وتتركز المحادثات بين ترامب وكير ستارمر على ملفات التجارة والرسوم الجمركية وأزمة الحرب في أوكرانيا.
إلا أن قضية جيفري إبستين، رجل الأعمال الأمريكي المتهم بالاعتداءات الجنسية والذي توفي في السجن عام 2019، خيّمت على الزيارة.

وقد تسببت هذه القضية في أزمة داخلية لرئيس الوزراء ستارمر بعد إقالة سفيره في واشنطن بيتر ماندلسون، كما شكلت إحراجاً مستمراً لترامب، الذي لطالما ارتبط اسمه بهذا الملف المثير للجدل.
ويعرف عن ترامب ولعه الشديد بالملكية البريطانية، إذ أعرب مراراً عن إعجابه بالملكة إليزابيث الثانية، التي استقبلته في عام 2019 في قصر باكنغهام، واصفاً بأنها كانت "الرئيس المفضل" لديه.
وتشير تقارير إلى أن هذا الإعجاب متجذر منذ طفولة ترامب، إذ كانت والدته الإسكتلندية ماري آن ماكلويد معجبة بالملكة، وحرصت على متابعة مراسم تتويجها عام 1953.
ولا يخفي ترامب حتى اليوم إعجابه بالأمير وليام، الذي التقاه في ديسمبر/ كانون الأول 2024 في باريس، واصفاً إياه بأنه "رجل وسيم جداً وأجمل في الواقع من الصور".
ويرى محللون أن الحكومة البريطانية تسعى لاستغلال شغف ترامب بالملكية لتعزيز التعاون الثنائي بين لندن وواشنطن.
وقالت المؤرخة آنا ويتلوك لهيئة البث البريطانية "بي.بي.سي": "ترامب يعشق الملوك والطقوس الملكية، وهذا يشكل ورقة دبلوماسية مهمة في يد لندن".
وأكد الكاتب مارك روش، الخبير في شؤون العائلة المالكة، أن "الملك تشارلز يدرك جيداً أن ترامب مفتون بالملكية، وهو يستخدم ذلك بذكاء لتعزيز موقع بريطانيا في الحوار مع واشنطن".