logo
العالم

تقرير: "الانفجار الديموغرافي" الفلسطيني وراء حرب غزة

ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنّ التفوق الديموغرافي الواضح للفلسطينيين منذ نشأة إسرائيل عام 1948، هو الدافع وراء شنّ إسرائيل للحرب الأخيرة في غزة، مشيرًا إلى أنّ نسبة اليهود في انخفاض مستمرّ في المنطقة الممتدة من البحر إلى نهر الأردن.

وقالت الصحيفة إنّ عدد السكان الفلسطينيين يشهد طفرة ديموغرافية قوية منذ إنشاء دولة إسرائيل، ومع ذلك فإن السكان اليهود يقاومون بشكل أفضل مما كان متوقعًا في مواجهة هذه الديناميكية.

واستحضرت الصحيفة في تقريرها مقولة صامويل هنتنغتون بأنّ "الديموغرافيا تملي مصائر الشعوب"، لتقول إنّ هناك تفوقًا فلسطينيًّا في هذا المجال اليوم، ما يُوجب على إسرائيل الحدّ من اختلال هذا التوازن من خلال الحروب.

ويقول عالم السياسة الأمريكي الشهير في كتابه "صراع الحضارات" إن "التحركات السكانية كانت القوة الدافعة وراء هذا المصير، وهذه هي الطريقة التي تم بها بناء دولة إسرائيل من خلال الهجرات المتعاقبة، على أمل النمو والتكاثر في هذه الأرض، بما في ذلك المنطقة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن".



لكن المسألة الديمغرافية ظلت دائمًا مصدر خوف حقيقي لإسرائيل منذ المستوطنات الأولى في فلسطين نهاية القرن التاسع عشر، والتي انضمت إلى أقلية تاريخية من اليهود، وحتى اليوم.

ونقلت "لوفيغارو" عن فريديريك إنسيل، أستاذ الجغرافيا السياسية والمحاضر في معهد العلوم السياسية في باريس، قوله إنه "منذ الحركات الصهيونية الهشة للغاية، ذات الأعداد الهيكلية، وحتى اليوم، كانت إسرائيل تخشى دائمًا من الديموغرافيا الفلسطينية وكذلك الدول العربية المجاورة".

وبحسب التقرير فإن "من بين سكان الشرق الأوسط البالغ عددهم 470 مليون نسمة، يبلغ عدد سكان إسرائيل 9.7 مليون نسمة في عام 2023، بينهم 21% من عرب إسرائيل، غالبيتهم من المسلمين، و74% من اليهود، بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي".

وقال تقرير الصحيفة "إذا أضفنا عدد سكان أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة البالغ 5.4 مليون نسمة، فإن نسبة اليهود تنخفض إلى نحو النصف في المنطقة الممتدة من البحر إلى نهر الأردن".

واعتبرت "لوفيغارو" أنّ "المعادلة تتمحور حول إمكانية إسرائيل الاستمرار في الوجود إذا أخُذ في الاعتبار معدّل الخصوبة المتسارع في المنطقة".

وعلى المدى المتوسط، يعتبر التوافق الديمغرافي إحدى الحجج التي يمكن أن تعزز إسرائيل في فصل نفسها عن الفلسطينيين من خلال إقامة دولة ذات سيادة.

أخبار ذات علاقة

الأمم المتحدة تعلن وصول 61 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة

           

ويقول فريدريك إنسيل إنّ "ما يدفع إسرائيل إلى فصل دولتها عن الفلسطينيين هو هذا التفوق الديمغرافي، وهو ما دفع شارون إلى الانسحاب من قطاع غزة في الفترة 2004-2005، والذي كان يضم 8000 مستوطن إسرائيلي كحد أقصى".

وأضاف التقرير الفرنسي أنّه "إذا خاطر نتنياهو بترك السلطة، فسيتعين على خلفائه اختيار المنطق القومي المتوافق تمامًا مع مبادئه الصهيونية الأصلية"، فيما يشير فريديريك إنسيل، بدلاً من الدفع بالمنطق الإمبراطوري، من خلال الحفاظ على مزيد من المستوطنات (أكثر من 710.000 شخص بما في ذلك القدس الشرقية).

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC