logo
العالم

رغم العراقيل.. مالي تتجه نحو دمج جديد للمقاتلين الشماليين في الجيش

رغم العراقيل.. مالي تتجه نحو دمج جديد للمقاتلين الشماليين في الجيش
أفراد من الجيش الماليالمصدر: رويترز
17 يناير 2025، 4:05 م

أعادت السلطات في مالي إطلاق عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج للمقاتلين الشماليين، في خطوة قد تكون حاسمة لاستعادة الاستقرار في شمال البلاد. 

ووفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك"، فإن هذه العملية، التي تعد جزءًا أساسيًا من اتفاق الجزائر للسلام لعام 2015، تهدف إلى دمج المتمردين السابقين في الجيش الوطني المالي، إلا أنها واجهت العديد من العقبات منذ انطلاقها، أبرزها عودة الصراع بين  الحكومة والمتمردين الطوارق. 

ومع الجهود الجديدة، تبرز تساؤلات حول قدرة هذه العملية على تحقيق أهدافها في ظل الانقسامات الحالية.

وتمت إعادة إطلاق عملية نزع السلاح في أواخر عام 2024، تحت إشراف اللجنة الوطنية لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج (CNDDR) ولجنة الإدماج الوطني (CNI)، اللتين تم إنشاؤهما في مايو من نفس العام.

وتعمل اللجنتان تحت قيادة الجنرال إسماعيل واغي، الذي تحول من قائد للانقلاب إلى وزير للمصالحة الوطنية.

وأشار التقرير إلى أن الجهود الحالية تركز على المجموعات المسلحة الموالية للحكومة في باماكو، مثل حركة إنقاذ أزواد (MSA) وبعض فصائل جماعة الدفاع الذاتي للطوارق (غاتيا).

وتقود هذه الجماعات شخصيات بارزة مثل موسى أغ أشاراتومان وإلحاج أغ غامو، الذين رفضوا العودة إلى حمل السلاح ضد الدولة.

في المقابل، انقسمت تنسيقية حركات أزواد (CMA) إلى فصائل متناحرة، حيث استأنف قادة مثل بلال أغ الشريف والغابس أغ إنتالا الأعمال العدائية عبر جبهة تحرير أزواد (FLA)، ما يزيد من تعقيد تنفيذ اتفاق السلام. 

أخبار ذات علاقة

16fb5376-d35a-4753-82c8-6331e628114d

الحكومة المالية توقع اتفاق سلام  مع المتمردين

 وهذه الانقسامات بين المجموعات المتمردة تزيد من تعقيد جهود تحقيق التسوية السياسية والانتقال إلى مرحلة الإدماج في الجيش الوطني.

إصلاحات هيكلية

وأطلقت الحكومة المالية في مايو 2024 لجنة توجيه إصلاح قطاع الأمن (CORSS) لدعم عملية الإدماج، برئاسة اللواء داود علي محمدين، وزير الأمن.

 كما أنشأت اللجنة الوطنية لنزع السلاح والتسريح تحت قيادة العقيد فاغيمبا كانساي، بينما يقود اللواء إبراهيم فاني اللجنة الوطنية للإدماج.

وتعد هذه الإصلاحات الهيكلية جزءًا من الجهود الرامية إلى تحسين الأداء الأمني وتهيئة الظروف المناسبة لدمج المقاتلين في الجيش.

في سياق تعزيز التعاون الإقليمي، أجرت السلطات المالية في أغسطس 2024 مباحثات مع النيجر حول تعزيز التعاون في مجال نزع السلاح.

وأشارت المجلة إلى أن النيجر قدمت نموذجًا ناجحًا في إدماج مقاتلي جماعة بوكو حرام السابقة في المجتمع المدني، وهو ما يمثل تجربة يمكن أن تستفيد منها مالي في سعيها لتحقيق أهدافها الأمنية.

مع هذه الجهود المتجددة، تسعى مالي لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه لسنوات: بناء جيش موحد ومستقر يعكس تنوع البلاد.

لكن يبقى النجاح مرهونًا بتجاوز الانقسامات العرقية والسياسية، وضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية في العملية. 

كما أن توفير الدعم الإقليمي والدولي سيكون أمرًا حاسمًا لضمان استدامة العملية وتحقيق سلام دائم في شمال البلاد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC