رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
أثار رصد مسيّراتٍ مجهولة الهوية فوق أجواء الدنمارك قلقًا أمنيًا واسعًا في أوروبا مع اقتراب القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن؛ ما دفع فرنسا والسويد وألمانيا إلى إرسال وحداتٍ متخصصة في الدفاع المضاد ضدَّ الطائرات بدون طيار لحماية القادة الأوروبيين.
من جهتها أعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إرسال وحدة عسكرية تضم 35 فردًا ومروحية Fennec مزودة بقدرات نشطة مضادة للمسيّرات، وذلك بقرار مباشر من الرئيس إيمانويل ماكرون، وبالتوازي، أكّدت السويد استجابتها لطلب كوبنهاغن، حيث ستنشر وحدة عسكرية مجهزة بأنظمة رادار للكشف المبكر عن التهديدات الجوية، أما ألمانيا فقد أرسلت معدات متخصصة مضادة للمسيّرات بالإضافة إلى فرقاطة الدفاع الجوي Hamburg التي رست في ميناء كوبنهاغن.
ورغم عدم توافر أدلة مباشرة تربط نشاط المسيّرات بموسكو، بحسب مصادر مطّلعة، إلَّا أن الأمين العام لحلف الناتو مارك روته صرّح بأن "تورّط موسكو ليس مستبعدًا"، كما أن الموقف السويدي جاء أكثر وضوحًا حين شدد رئيس الوزراء أولف كريسترسون على أن بلاده "ليست ساذجة" تجاه المخاطر الروسية، خاصةً في ظل ارتباط هذه التهديدات بالحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأمن الأوروبي.
ويرى الخبراء أن كوبنهاغن تبدو الحلقة الأضعف في المعادلة الأمنية الأوروبية؛ إذ تفتقر حاليًا إلى أيّ منظومات دفاع جوي أرضية بعد وقف تشغيل صواريخ Hawk قبل عقدين؛ ولذلك فإن الحكومة الدنماركية تسابق الزمن للتعاقد على أنظمة جديدة من 3 موردين مختلفين لسد هذه الفجوة، لكن إلى حين اكتمال ذلك، يعتمد أمن العاصمة على الدعم الأوروبي المؤقت.
مع وصول 44 رئيس وزراء أوروبيًا إلى كوبنهاغن، باتت المخاطر الأمنية أكثر حساسية، فالدنمارك اعتبرت أن احتمال تعطيل القمة أو حتى إلغائها أمرٌ "جدي للغاية"؛ ما يفسر هذا الاستنفار الدفاعي، وفي الوقت ذاته، تعكس التحركات الأوروبية تصعيدًا جماعيًا ضد "حرب الظل" التي تتخذ من المسيّرات أداة ضغط غير معلنة لها.
بدوره أكّد مفوض الاتحاد الأوروبي للدفاع والفضاء أندريوس كوبيليوس، أن خطط بناء "جدار مسيّرات" لحماية الحدود الشرقية للاتحاد لم تعد مجرد فكرة بل دخلت حيز التنفيذ العملي، وهذه الخطوة تكشف أن المعركة مع الطائرات بدون طيار تحولت من تهديد محلي إلى أولوية استراتيجية في منظومة الأمن الأوروبي.