ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
اجتاز التحالف الأمني بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، المعروف باسم "أوكوس"، مراجعة الإدارة الأمريكية دون أيّ تغيير يذكر.
وبحسب تقريرٍ حديثٍ لـ"نيكاي آسيا" يستند إلى مسؤول من إحدى دول التحالف، فإنه ما لم يحدث تغيير دراماتيكي قبل زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز للبيت الأبيض في الـ20 من أكتوبر، ستستمر واشنطن في المشاركة في "أوكوس" كما كانت عليه.
ويعد "أوكوس" مكونًا أساسيًّا من إستراتيجية المحيط الهندي والهادئ التي ورثتها إدارة ترامب عن سلفه، وهو مهم للدفاع عن أستراليا، ويتضمن إنتاج غواصات نووية مشتركة، وبيع 3 غواصات من فئة فيرجينيا إلى كانبيرا بحلول أوائل الثلاثينيات، مع خيار لإضافة 2 أخريين، بالإضافة إلى تدابير تعاون أخرى مثل تدوير القوات الأمريكية في قواعد أستراليا والتعاون في تكنولوجيا الصواريخ فرط الصوتية وغيرها من التقنيات العسكرية التي تعزز الردع ضد الصين.
لم يكن من المسلّم به أن ينجو "أوكوس" من التدقيق المتزايد، خصوصًا أن ترامب كان أبدى موقفًا سلبيًّا تجاه العديد من حلفاء واشنطن التقليديين، وشكك في الالتزامات الأمنية الأمريكية الطويلة الأمد، وشنّ هجمات على الدول الصديقة عبر فرض تعريفات جمركية صارمة، وعليه، بدا أن التحالف قد يكون معرضًا للإلغاء.
يُظهر بقاء "أوكوس" استمرار التزام الولايات المتحدة بالردع ضد الصين وإضافة قيمة لشراكتها مع أستراليا، ورغم أن كانبيرا لم تربط "أوكوس" مباشرة بالحرب ضد بكين، إلَّا أن الحكومة الأسترالية أكدت فائدته في أوقات الأزمات أو النزاع العسكري، ويشير وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلس إلى أهمية الحفاظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي كجزء من مصالح أستراليا الإستراتيجية.
ويرى مراقبون أن بقاء "أوكوس" ماهو إلَّا دليلٌ على مساعي ترامب لإرسال رسالة استمرارية في السياسة، رغم بعض الميول داخل قاعدته الانتخابية التي تفضل تقليص الانخراط الأمريكي في الخارج، ويعكس القرار أن الردع ضد الصين لا يزال أولوية إستراتيجية للولايات المتحدة، وأن تعزيز الشراكة مع أستراليا يُعزز مصداقية واشنطن لدى حلفائها في المنطقة.
وبحسب الخبراء فإن قرار الاحتفاظ بتحالف "أوكوس" يمنح الثقة لحلفاء آخرين في منطقة المحيط الهندي والهادئ، بما في ذلك اليابان والهند ونيوزيلندا والفلبين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وفيتنام، بأن الولايات المتحدة ستبقى نشطة في المنطقة رغم تقلباتها السياسية الداخلية، كما يسهم ذلك في نفي الشائعات حول انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.
كما أن الحفاظ على "أوكوس" يضمن أيضًا استمرار خطط توسيع التعاون التكنولوجي والعسكري في إطار ما يُعرف بـ "Pillar II"، التي تسعى لإدراج دول صديقة إضافية مثل كندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية في مشاريع مشتركة تتعلق بالقدرات تحت الماء والذكاء الكمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتكنولوجيا الفرط صوتية والحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى التعاون الصناعي وتبادل المعلومات وزيادة التكامل العسكري.
في النهاية، من المرجح أن يكون قرار إدارة ترامب بالحفاظ على "أوكوس" خطوة صحيحة من الناحية الإستراتيجية، حتى مع وجود مخاطر سياسية بسبب ضغوط قاعدته المتشددة؛ فالتحالف يعزز جهود الولايات المتحدة لردع الصين، ويدعم أحد أهم حلفائها الأمنيين، أستراليا، ويرسل رسالة واضحة لشبكة حلفاء واشنطن الأوسع: رغم التحديات الداخلية والانحرافات عن السياسة التقليدية، تخطط الولايات المتحدة للبقاء نشطة في أكثر المناطق ديناميكية وأهمية في العالم.