قالت مصادر في البيت الأبيض إن أزمة فنزويلا صعّدت من نفوذ وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي المؤقت ماركو روبيو في الشهرين الماضيين بصورة غير مسبوقة داخل محيط الرئيس دونالد ترامب الضيق.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز" أن روبيو بات يحوز على ثقة الرئيس الكاملة فيما يتصل بإدارة الأزمة القائمة حاليا في مياه الكاريبي بين الولايات المتحدة ونظام مادورو في فنزويلا، مشيرة إلى أن روبيو حاز على ثقة الرئيس بفعل إحاطته الدقيقة بتفاصيل ملف فنزويلا، بالنظر إلى خبرته السابقة في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لسنوات طويلة، إضافة إلى أن التعامل مع نظام نيكولاس مادورو كان دائمًا أحد المطالب التي دافع عنها السيناتور الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ، على اختلاف إدارات البيت الأبيض، بضرورة عمل الولايات المتحدة على إضعاف النظام الفنزويلي الذي يشكل قاعدة الدعم الأساسية للنظام المعادي في الجارة كوبا، التي تتحدر منها عائلته المهاجرة إلى الولايات المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أن وجهة نظر روبيو في هذه الأزمة تحديدا تظهر أن نظام مادورو بات يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي الأمريكي، ليس بسبب العداء الصريح بين الحكومتين وحده، ولكن بسبب خريطة التحالفات التي ينخرط فيها النظام الفنزويلي، وهي تحالفات يسعى أعضاؤها إلى إلحاق الأذى بالأمن القومي، إضافة إلى استغلال استعداد نظام مادورو للتعاون في كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بالمصالح الأميركية.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز" إن قرار الرئيس ترامب بات جاهزا للتعامل مع الأزمة المتصاعدة مع كاراكاس بعد اكتمال التحشيد العسكري الأمريكي في مياه الكاريبي بوصول حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى المياه القريبة من فنزويلا، مؤكدة أن لا شيء تغير في الأهداف الرئيسة لإدارة ترامب في هذه العملية العسكرية.
وأكدت المصادر أن التحالفات الاستراتيجية التي يعقدها مادورو مع كل من موسكو وطهران، واستغلال القدرات اللوجستية لتجارة المخدرات العابرة للقارات من قبل العصابات الفنزويلية المختصة، عززت موقف الوزير روبيو بأن على الإدارة أن تنهي هذا الملف قبل تحوله إلى مصدر تهديد جدي للولايات المتحدة في الجوار الإقليمي القريب.
وشددت المصادر في حديثها لـ"إرم نيوز" على أن الرئيس ترامب، عندما أبلغ قيادات الكونغرس بالإحاطة السرية قبل أسبوعين، كان روبيو الصوت الأعلى خلال اللقاء بالقادة الثمانية من الحزبين في إحدى الغرف السرية بمبنى الكابيتول، وهي الإحاطة التي أرادها الرئيس لتجنب حاجته إلى الحصول على تفويض من الكونغرس لتمديد العملية العسكرية في مياه الكاريبي، وكلف روبيو بمعية نائب الرئيس جي. دي. فانس ووزير الحرب بيت هيغسيت بمهمة إقناع قيادات الكونغرس بوجهة نظره في الأزمة الحالية.
وأعادت المصادر التذكير بالدور المحوري الذي لعبه روبيو في قرار الرئيس ترامب بإلغاء قمته الثانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد جلسة محادثات بين روبيو ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وبناءً على تقييم الوزير روبيو للموقف الروسي، اتخذ الرئيس ترامب قراره حينها بالامتناع عن الاستمرار في خطته لعقد قمة ثنائية ثانية مع نظيره الروسي لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد القمة الأولى من نوعها في ألاسكا الصيف الماضي، وهي إشارة أخرى على تنامي نفوذ روبيو في البيت الأبيض.
وكان الرئيس ترامب كال الثناء في عدة مناسبات على الوزير روبيو، واصفا إياه بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه أفضل وزير خارجية في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه سيكون مرشحا جيدا لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة، وربما لمنصب الرئيس أيضا.
وبشأن هذه التصريحات، تقول المصادر لـ"إرم نيوز" إنها تعني الكثير بالنسبة لأعضاء الفريق الضيق المحيط بالرئيس ترامب، وهي إشارة إلى أن روبيو بات الأقرب إلى أذن الرئيس في أغلب ملفات السياسات الدولية بسبب فارق الخبرة الطويل الذي يميزه عن بقية أعضاء مجلس الأمن القومي الحالي.