رفض الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء، مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسيطرة على قطاع غزة، ووصف طموحاته التوسعية وتهديداته بفرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين بأنها "تبجح".
وقال دا سيلفا، خلال مقابلة مع محطات إذاعة محلية، حين سُئل عن ترامب: "لا يمكن لأي دولة، مهما كانت أهميتها، أن تحارب العالم بأسره طوال الوقت"، وفق "رويترز".
واقترح ترامب، الثلاثاء، أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة لإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع، وهو ما أثار انتقادات من القوى الدولية.
وقال لولا: "ليس ذلك منطقياً... أين يعيش الفلسطينيون؟ هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه"، مدافعاً عن "حل الدولتين" وكرر تنديداته السابقة للتحركات العسكرية الإسرائيلية في غزة التي وصفها بأنها "إبادة جماعية".
وتابع قائلاً: "الفلسطينيون هم الذين يتعين عليهم الاهتمام بغزة".
وتستند خطة ترامب بشأن غزة إلى أهدافه التوسعية الحديثة. وأثار ترامب احتمال استعادة قناة بنما، واقترح انتزاع غرينلاند من الدنمارك، كما دأب على اقتراح ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية الـ51.
وفي الوقت نفسه، هدد ترامب كندا والمكسيك بفرض عقوبات اقتصادية، وفرض رسوما جمركية على الصين، وهدد شركاء تجاريين آخرين بفرض رسوم جمركية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجموعة "بريكس" التي تضم أسواقا ناشئة رئيسة.
وقال لولا: "تحتاج الولايات المتحدة إلى العالم أيضا، وينبغي لها أن تعيش في وئام مع البرازيل والمكسيك والصين، ولا يمكن لأحد أن يعيش على التبجح طوال الوقت وإطلاق التهديدات طوال الوقت" وفق تعبيره.
وحذّر ترامب الأسبوع الماضي دول مجموعة "بريكس"، التي أسستها البرازيل وروسيا والهند والصين، من استبدال الدولار الأمريكي كعملة احتياطية، مكررا تهديده بفرض رسوم جمركية.
وقال لولا الذي تعهد في وقت سابق بالرد بالمثل "إذا قرر ترامب فرض رسوم جمركية على البرازيل لدينا الحق في مناقشة إرساء طرق تجارية لا تجعلنا معتمدين بشكل كامل على الدولار".
وتحقق الولايات المتحدة فائضا تجاريا مع البرازيل منذ 2008 في التجارة الثنائية التي تقدر بأكثر من 80 مليار دولار، وبلغ الفائض التجاري 253 مليون دولار في العام الماضي.