غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان
أعلنت طهران عن وصول مقاتلات "ميغ-29" روسية إلى قاعدة شيراز الجوية، في خطوة أولى ضمن خطة تحديث سلاحها الجوي، الذي يعتمد غالبًا على طائرات أمريكية قديمة تعود قبل الثورة عام 1979.
ورغم أن المقاتلات تُعد حلاً مؤقتًا قبل وصول مقاتلات "سوخوي سو-35" الأكثر تقدماً، فإنها تمثل رسالة واضحة حول رغبة إيران في تعزيز قدرتها الجوية وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
يرى الخبراء أن قوة "ميغ-29" الإيرانية لا تكمن في الطائرة نفسها فحسب، بل في الصواريخ الروسية المصاحبة لها؛ فالصواريخ قصيرة المدى "آر-73" تمنح الطيارين ميزة كبيرة في الاشتباكات القريبة، بينما توفر "آر-27" خيارات ضربة متوسطة المدى.
ويرجح مراقبون أن تزويد الطائرات بصواريخ "آر-77"، سيُكسب إيران قدرة على الاشتباكات بعيدة المدى لأول مرة منذ عقود؛ ما يعقد أي تدخل محتمل من إسرائيل، ويمكنها من كبح الشبكات الدفاعية الجوية الإسرائيلية، وهذه القدرات توسع مجموعة الخيارات الهجومية لطهران بعيدًا عن الاعتماد الكلي على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
رغم أن "ميغ-29" ليست متطورة مثل مقاتلات "إف-35" الإسرائيلية فإن دمجها مع الصواريخ الحديثة يجعلها خصمًا أكثر جدية، ويضيف طبقة من عدم اليقين لأي تخطيط جوي ضد إيران، كما أن تمركز هذه الطائرات في شيراز يسمح بدعم العمليات في العراق، والوصول إلى مناطق أبعد بمساندة الوقود الجوي، كما أنها تتكامل مع خطط طهران للحصول على أنظمة صواريخ أرض-جو مثل "إس-400" الروسية أو "إتش كيو-9" الصينية.
وبينما يعتبر مسؤولون إيرانيون أن "ميغ-29" بمثابة خطوة مؤقتة، فإن وصول سوخوي "سو-35" المتوقع، سيزيد من نطاق الضربات الجوية الدقيقة وقدرة الاشتباك من مسافات بعيدة؛ ما يعكس سعي طهران لتطوير قوة جوية أقل توقعًا وأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط.
وصول المقاتلات الروسية إلى إيران، حتى بشكل محدود، يرفع كلفة أي عملية عسكرية محتملة ضد طهران، ويجعل السماء الإيرانية أكثر صعوبة للاستهداف، مؤكدًا تصاعد دور القوة الجوية الإيرانية في إعادة رسم التوازن العسكري الإقليمي.