إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
كان البابا فرنسيس، الذي أعلن اليوم الاثنين، عن وفاته عن 88 عاماً، استهل عهده في قيادة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لمنصب البابوية في مارس 2013، بكسر عدد من القواعد، فقد كان أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من نصف الكرة الغربي، كما كان أول بابا من الرهبانية اليسوعية.
عُرف البابا فرنسيس بدفاعه الشرس عن الفقراء في كل أنحاء العالم، كما ترك وراءه إرثاً إصلاحياً مميزاً.
ومنذ ظهوره العلني الأول كبابا، والذي ارتدى خلاله ثوباً أبيض بسيطاً، ورحّب بالمهنئين الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في مدينة الفاتيكان بعبارة "بونا سيرا" ("مساء الخير")، ألهم فرنسيس الكاثوليك حول العالم وأبهرهم.
وعبر 9 عقود كانت حياة "ماريو بيرغوليو" حافلة بالمحطات التاريخية التي بدأت في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وانتهت في روما التي شهدت تتويج مسيرته الدينية.
وُلد في بوينس آيرس عام 1936، لأبوين إيطاليين مهاجرين إلى الأرجنتين، والتحق "ماريو بيرغوليو" بالرهبنة اليسوعية عام 1958 وهو في الثانية والعشرين من عمره، ورُسِم كاهناً عام 1969.
شغل بيرغوليو منصب رئيس إقليم اليسوعيين في الأرجنتين من عام 1973 إلى عام 1979، خلال فترة اضطراب شهدتها بلاده. أدى انقلاب عسكري عام 1976 إلى اندلاع الحرب الشرسة التي اختفى فيها آلاف الأشخاص، بين الاختطاف والقتل والتعذيب.
في تلك الحقبة نفسها، كان بيدرو أروبي، الرئيس العام للرهبنة اليسوعية، يقود الرهبنة، فأعاد تنظيمها ليُركز على خدمة الفقراء. ووجد بيرغوليو في أروبي مرشداً.
واجه بيرغوليو انتقادات لأسلوبه القيادي، لا سيما خلال الحرب. في عام 1990، عُيّن في جماعة يسوعية في قرطبة، الأرجنتين، حيث أمضى معظم فترة "منفاه" يستمع إلى الاعترافات ويصلي، وهناك، تعلّم أهمية التواضع.
مع ترقيه في مراتب الكنيسة، عاش حياة بسيطة، كان يتنقل بالمواصلات العامة أو سيراً على الأقدام بدلأ من سيارة ليموزين مع سائق، وأصبح مدافعاً صريحاً عن الفقراء.
حياة متواضعة
عند انتخابه بابا الفاتيكان عام 2013، اختار اسم فرانسيس تكريماً للقديس فرانسيس الأسيزي، الذي عاش حياة متواضعة في خدمة الفقراء.
تولى البابا فرنسيس قيادة كنيسة في مفترق طرق، تواجه تحدياتٍ مستمرة بسبب أزمة الاعتداءات الجنسية التي تورط فيها رجال الدين. عزز الوحدة بين الكاثوليك، ودعا الكنيسة إلى تقبّل تنوعها العالمي، كما دافع عن الفقراء والمضطهدين.
في مايو 2015، أصدر البابا فرنسيس رسالته البابوية "Laudato si'" ("الحمد لك")، وهي وثيقة بالغة التأثير تناولت أزمة المناخ وشجبت الاستهلاك المُبذر. كما أيدت الرسالة حقوق الشعوب الأصلية، التي دافع عنها البابا فرنسيس طوال فترة حبريته.
والتقى البابا فرنسيس مع زعماء الحكومات والأديان الأخرى، وزار أماكن الصراع والبلدان التي لم تستضيف زيارة بابوية من قبل، بما في ذلك العراق ومنغوليا.
كان تقديم اعتذارات علنية للناجين من وباء الاعتداءات الجنسية على يد رجال الدين جزءاً هاماً من بابوية فرنسيس. في يوليو/تموز 2022، قام برحلة توبة إلى كندا، حيث التقى بناجين من المدارس الداخلية التي تديرها جهات دينية في البلاد، والتي حاولت إدماج أطفال السكان الأصليين قسراً واشتهرت بانتهاكاتهم الجسدية والجنسية.
أجرى البابا فرنسيس أيضاً تغييرات على حوكمة الكنيسة وماليتها. في ديسمبر 2023، وافق رسمياً على مباركة الأزواج من نفس الجنس. وقد نال البابا فرنسيس إعجاب العالم لدفاعه عن حقوق الإنسان وإرثه الإصلاحي.