كشفت السلطات الإيرانية عن ضبط شبكات متهمة بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي وسط تصاعد الحملات الإعلامية الرسمية التي تروّج لتقارير عن اعتقال "عملاء" ومتعاونين مع إسرائيل.
ووفق تقارير إعلامية إيرانية، فقد تم الكشف عن طائرات مسيرة، ومعدات تجسس، ومقرات سرية بالإضافة غلى نشر وثائق استجواب كاملة للتحقيقات.
من جانبها، لم تُعلّق إسرائيل رسميًا على الاتهامات الإيرانية، لكن مصادر إسرائيلية مطلعة قالت لصحيفة "يديعوت أحرونوت"قالت مصادر إسرائيلية مطلعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن ما تم تداوله لا يعدو كونه حملة دعائية من قبل النظام في طهران، تهدف لتشويه صورة سيطرة الأجهزة الاستخباراتية وكشف معلومات حساسة وإنجازات في مواجهة الموساد، حيث قال أحد المصادر: "يحاول الإيرانيون خلق دعاية زائفة"، حسب تعبيره.
وتُظهر هذه التقارير، التي ترافقها أحيانًا مقاطع فيديو، نجاحات استخباراتية غير مسبوقة تزعم قوات الأمن الإيرانية تحقيقها، إلا أن مصداقية هذه التقارير تُثير الشكوك، بحسب الاتهامات الإسرائيلية، التي ردت على الحملات الإيرانية بحملات مضادة.
وأفادت تقارير إيرانية الجمعة باعتقال 54 "عنصرًا معاديًا يدعم إسرائيل" في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، كما أعلنت شرطة طهران القبض على "عميل للموساد" زعمت أنه أرسل إحداثيات مواقع أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية لوكالة استخبارات أجنبية عبر تطبيق واتساب.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه تم اعتقال نحو 30 شخصًا في منطقة همدان غربي إيران الأسبوع الماضي بتهمة "الارتباط بالموساد والتعاون مع إسرائيل".
تشمل القضايا التي كشفت عنها السلطات الإيرانية مؤخرًا، ضبط مختبرات يُشتبه في استخدامها لإنتاج أسلحة، ومصادرة مركبات كانت تحمل طائرات مسيّرة انتحارية، إضافة إلى تفكيك خلايا اتُّهمت بالتحريض ضد النظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما بث الإعلام الإيراني مقطع فيديو يُظهر ما وُصف بأنه "استجواب لعميل تابع للموساد"، حيث بدا رجل بوجه مشوّش جالسًا أمام جدار أبيض، وهو يعترف بالتهم الموجهة إليه.
وكانت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أصدرت مساء الجمعة بيانًا غير اعتيادي، دعت فيه كل من "ضُلِّل من قِبَل إسرائيل" عن علم أو بغير علم إلى التوجه إلى مراكز الشرطة أو قواعد الباسيج أو مقرات الاستخبارات بحلول يوم الأحد المقبل، لتسليم أي طائرات مسيرة أو معدات أو أسلحة بحوزته مقابل الحصول على عفو.
وبعد هذا التاريخ، أُعلن أن كل من يُضبط بحوزته معدات أو أسلحة تجسس "سيُعاقب فورًا بأشد العقوبات، باعتباره طابورًا خامسًا ومتعاونًا مع دولة معادية في زمن الحرب".
وعقب هذا الإعلان، سيواجه أي شخص يُضبط بحوزته معدات أو أسلحة تجسسية "عقوبات صارمة وفورية"، باعتباره جزءًا من الطابور الخامس ومتعاونًا مع دولة معادية خلال فترة الحرب.
أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، الجمعة، بأن قوات الأمن الإيرانية نفذت عملية في العاصمة طهران أسفرت عن ضبط شاحنة صغيرة محملة بطائرات مسيّرة انتحارية، واعتقال "عميل للموساد" يعتقد أنه كان مسؤولًا عن نقل المركبة إلى الموقع المستهدف.
وتضمّن التقرير مقطع فيديو يُظهر صناديق داخل الجزء الخلفي من الشاحنة، قيل إنها تحوي الطائرات المُسيّرة المضبوطة.
وذكرت"يديعوت أحرونوت" العبرية، أن حالة الهلع من "المتسللين" في إيران وصلت إلى الشوارع أيضًا يوم الاثنين الماضي، حيث أصدرت السلطات إرشادات عامة حول كيفية تحديد "المباني المشبوهة" التي تنشط فيها "الجماعات الإرهابية".
وتضمنت الإرشادات أوصافًا مثل: الزيارات المتكررة لشبان مجهولين، والنوافذ المغلقة بشكل دائم، والحركة الليلية غير المعتادة، والإفراط في استخدام النظارات الشمسية أو أغطية الوجه "دون مبرر".
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، اعتقال 6 نساء في محافظة كرمانشاه، وُصفن بأنهن "جاسوسات"، واعتقال جاسوس آخر للموساد في إقليم كردستان، زُعم أنه عُرضت بجانبه "معدات تجسس". وفي اليوم نفسه، أُفيد باعتقال خمسة جواسيس آخرين في محافظة لرستان.
ونُشرت إحدى القصص الأكثر إثارة يوم الأحد، عندما زُعم أن "جاسوسًا كبيرًا للموساد" تم القبض عليه أثناء محاولته الهرب عبر منطقة بانا بالقرب من الحدود مع العراق، وذلك بفضل "يقظة السكان المحليين"، وفقًا للتقرير.