مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

روسيا وأوكرانيا بين هدنة مستحيلة وحرب بلا أفق.. من يملك ورقة الحسم؟

العلمان الروسي والأوكراني على طاولة المفاوضاتالمصدر: رويترز

في لحظة بدت وكأنها إعلان صريح عن انسداد المسار السياسي، خرج الكرملين ليؤكد أن المفاوضات مع أوكرانيا "متوقفة بوضوح"، وأن كييف لا تُبدي أي استعداد لنقاش جادٍ أو مرونة قد تفتح نافذة للحل.

وشدد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، على أن "نظام كييف يفتقر إلى الجدية في التعامل مع أي مبادرة للحوار، رغم الدعوات المتكررة لعقد اجتماع عاجل".

وردًا على ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال عقد قمة ثلاثية تجمع موسكو وواشنطن وكييف، أوضح الكرملين أنه لا يوجد أي تقدم ملموس في هذا الاتجاه، ما يعكس حجم الهوة بين الرغبات المعلنة والواقع السياسي على الأرض.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في القامشلي

تدريبات عسكرية ودوريات.. روسيا تعزز نفوذها في مناطق "قسد" بضوء أخضر تركي

وأكثر ما أثار الانتباه في تصريحات بيسكوف، تأكيده أن الناتو في حالة حرب فعلية مع روسيا، معتبرًا أن دعم الحلف المباشر وغير المباشر لأوكرانيا لم يعد خافيًا على أحد.

"الخديعة الغربية"

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية كارزان حميد، إن "التحولات في الإستراتيجية الروسية منذ تولي فلاديمير بوتين السلطة شكّلت نقطة مفصلية في علاقة موسكو بالغرب، حيث تبنى الكرملين نهج فرض الحضور السياسي بالقوة كرد فعل على ما وصفه بالخديعة الغربية المتكررة في ملفات عديدة".

وأكد حميد لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت، العام 2022، جاءت من هذا المنطلق، خاصة أن بوتين اعتبر أن السلام يشكل تهديدًا وجوديًا لروسيا، وأن المعركة إذا لم تُخض في كييف ستكون على أبواب موسكو نفسها".

واعتبر أن "الصراع الحالي يمثل حرباً وجودية بالنسبة لموسكو، وحرب كسر عظام بالنسبة لأوروبا، وحرباً تجارية بالنسبة للولايات المتحدة، في وقت يقترب فيه الاقتصاد العالمي من حافة الانهيار، ويحتاج إلى إعادة هيكلة".

وتابع حميد، أن "واشنطن تدفع الأوروبيين سرًا نحو التورط أعمق في الصراع"، متسائلًا عن مدى قدرة الغرب على الاستمرار في دعم أوكرانيا مقابل صمود روسيا تحت وطأة الاستنزاف.

وتوقع أن السنوات المقبلة ستشهد اصطفافًا عالميًا جديدًا بين الشرق والغرب، حيث ستضطر دول كثيرة للتخلّي عن حيادها والانضمام إلى جبهة معينة، فيما تواصل الصين والولايات المتحدة مراقبة مجريات الصراع لتحديد لحظة التدخل المباشر.

واعتبر حميد، أن "إدارة الريس الأمريكي دونالد ترامب تشعر بخيبة أمل من تعثر جهود السلام بين بوتين وزيلينسكي، إذ يعطل ذلك خطتها لتركيز المواجهة على بكين".

ورأى أن "اللعبة ستبدأ بتصادم الدول الصغيرة قبل أن تنخرط القوى الكبرى، ما ينذر بحرب أوسع تشمل تدخلًا صينيًا وأمريكيًا مباشرًا".

الصراع مستمر

من جانبه، رأى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الروسية نبيل رشوان، أن "الحسم العسكري في الحرب بين روسيا وأوكرانيا يبدو شبه مستحيل، إذ لا يمتلك أي طرف القدرة على إنهاء الحرب لصالحه بالكامل أو فرض استسلام الطرف الآخر".

وأكد رشوان لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا تحقق بعض المكاسب الميدانية الطفيفة يوميًا لكنها غير كافية لإنهاء النزاع"، مرجحًا أن يستمر الصراع لسنوات قد تتجاوز 4 أو 5 سنوات.

أخبار ذات علاقة

كوادر الإسعاف الأوكرانية

روسيا تقصف محطة غاز شمال شرقي أوكرانيا

وأشار إلى أن "المشهد يخلو من أي مؤشرات حقيقية لوقف إطلاق النار أو بدء مفاوضات جدية، وأن الولايات المتحدة تسعى إلى تقاسم كلفة الحرب مع الأوروبيين عبر فرض عقوبات أشد على موسكو، رغم أن هذه العقوبات تنعكس سلبًا على الاقتصاد الأوروبي".

وتابع رشوان، أن "العقوبات لا تصيب روسيا وحدها، بل ترتد على الدول التي تفرضها"، مشيرًا إلى استمرار بعض الدول الأوروبية في استيراد النفط والمعادن الروسية بطرق غير مباشرة، فضلًا عن أن الولايات المتحدة نفسها ما زالت تعتمد على روسيا في توريد منتجات معينة مثل اليورانيوم، ومحركات الصواريخ.

ورأى أن "واشنطن تريد تحميل الأوروبيين العبء الأكبر للنزاع باعتباره يدور على أراضي القارة، وفي الوقت نفسه ينظر الأوروبيون إلى أوكرانيا كحاجز دفاعي أمام أي طموح روسي في التوسع غربًا، ما يدفعهم إلى مواصلة الحرب دون رغبة فعلية في إنهائها في الوقت الراهن".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC