الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"نيويورك تايمز": عودة وزارة الحرب رسالة ردع من ترامب إلى العالم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تسمية وزارة الدفاع إلى اسمها القديم "وزارة الحرب" يقدّم رسالة تتجاوز مسألة الرمزية أو الحنين إلى الماضي.

أخبار ذات علاقة

هيغسيث إلى جوار ترامب

مقربون من ترامب لـ "إرم نيوز": "وزارة الحرب" رسالة لخصوم واشنطن حول العالم

واعتبرت الصحيفة أن المسألة تحمل بعداً سياسياً واستراتيجياً يتعلق بكيفية مقاربة واشنطن لاستخدام القوة في العالم.

وأضافت أنه منذ إنشاء وزارة الدفاع عام 1949 في عهد الرئيس هاري ترومان، كان الهدف واضحاً: الانتقال من عقلية الحرب المباشرة إلى منطق الردع، خصوصاً مع بروز الاتحاد السوفييتي كقوة نووية وصعود الصين الشيوعية. 

وطوال الحرب الباردة، اعتُبر تجنّب الصدام المباشر بين القوى العظمى أهم إنجاز، رغم الأزمات والحروب بالوكالة.

أما ترامب، بإعادته "وزارة الحرب"، فيريد أن يبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تكتفي بالدفاع، بل ستتجه نحو الهجوم.

ومع تبني وزير دفاعه، بيت هيغسث، خطاب "المحارب" و"الفتك الأقصى"، واعتبار أن الجيش الأمريكي خسر روحه القتالية تحت غطاء "الدفاع" و"التنوع"، فإن لهذا التوجه تداعيات استراتيجية ودبلوماسية خطيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء أمريكا بدؤوا يشكّون في التزام واشنطن بالدفاع عنهم، خصوصاً مع انسحاب ترامب من الأعراف والتحالفات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي الوقت نفسه، تستغل الصين وروسيا هذه الخطوات لتأكيد روايتهما بأن أمريكا دولة عدوانية، حيث تستخدم خطاب "السلام" كغطاء للهيمنة.

وتابعت الصحيفة أن إعادة التسمية تأتي في سياق أوسع من إعادة صياغة أدوات القوة الأمريكية: تقليص ميزانيات الدبلوماسية، وإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وإضعاف الإعلام الموجه مثل "صوت أمريكا"، مقابل تعزيز الإنفاق العسكري ومشاريع كبرى مثل "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي.

وترى بكين وموسكو هذه الخطوة هجومية أكثر منها دفاعية، بما يزيد من مخاطر سباقات التسلح والتوتر الدولي.

وهكذا، يظهر التحول في واشنطن كجزء من "ثورة ترامب": إقصاء القوة الناعمة والتركيز على القوة الصلبة وحدها، حتى لو كان الثمن هو تقويض التحالفات وفتح المجال لخصوم الولايات المتحدة لبناء خطاب مضاد.

أخبار ذات علاقة

ترامب يستعرض قرار إعادة تسمية وزارة الدفاع بوزارة الحرب

غضب وإحباط و"هدر المليارات".. البنتاغون ينتفض ضد قرار ترامب تسمية "وزارة الحرب"

كما تعكس العودة إلى خطاب "الحرب" أيضاً نزعة شعبوية داخلية، إذ يجد ترامب في استدعاء صورة "الأمة المحاربة" وسيلة لحشد قاعدته السياسية وإظهار نفسه بمظهر القائد القوي القادر على استعادة "أمجاد الماضي". هذه اللغة تخاطب الغريزة القومية أكثر مما تخاطب الحسابات الاستراتيجية طويلة المدى.

وخلُصت الصحيفة إلى أن تجاهل أهمية القوة الناعمة يهدد مكانة الولايات المتحدة كقوة جاذبة للقيم والديمقراطية؛ فالعالم لا يُقاس فقط بترسانات الأسلحة، بل أيضاً بالقدرة على بناء التحالفات، ونشر الاستقرار، والتأثير في العقول والقلوب. 

وفي هذا السياق، قد تكون إعادة "وزارة الحرب" خطوة رمزية تحمل في طياتها كلفة استراتيجية أكبر مما يتوقعه صناع القرار في واشنطن، بحسب تقدير الصحيفة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC