قررت صحيفة "واشنطن بوست" بشكل غير مسبوق التوقف عن تأييد أي من المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما عزاه البعض إلى أن مالكها الملياردير جيف بيزوس يخشى من فوز دونالد ترامب.
ووفق المراقبين، فإن الصحيفة كانت تنوي كشف تأييدها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، قبل إعلانها الأخير الذي ظهر على أنه لأسباب مهنية، لكنه اعتبر بمثابة خوف بيزوس من فوز ترامب وخسارة عقود فدرالية مبرمة مع شركته العملاقة أمازون.
وكان الرئيس التنفيذي للصحيفة ويل لويس، أعلن أن المؤسسة "لن تؤيد بعد الآن المرشحين الرئاسيين، على خلاف عقود من السوابق فيها".
وكتب لويس في قراره: "لن تؤيد صحيفة واشنطن بوست مرشحاً رئاسياً في هذه الانتخابات، ولا في أي انتخابات رئاسية مستقبلية. نحن نعود إلى جذورنا في عدم تأييد المرشحين الرئاسيين"، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال لويس إن الصحيفة أيدت المرشحين الرئاسيين منذ عام 1976، عندما أعطت ختم موافقتها لجيمي كارتر، الذي فاز في الانتخابات، لكنها لم تكن قبل ذلك تؤيد المرشحين الرئاسيين، باستثناء العام 1952 حين دعمت دوايت أيزنهاور.
وأكد، في مذكرته للموظفين، أن الصحيفة لم تتوصل لقرارها كإشارة على "التأييد الضمني لمرشح واحد" أو "إدانة لآخر".
وأشار إلى افتتاحية نشرتها الصحيفة في عام 1960 أفادت أنه "من الحكمة لصحيفة مستقلة في عاصمة الأمة تجنب التأييد".
ووفقاً لشخص مطّلع، فقد أبلغ بيزوس بعض من هم في الصحيفة أنه مهتم بتوسيع جمهور الصحيفة بين المحافظين، كما أنه أبلغ لويس أنه يريد المزيد من الكتاب المحافظين في قسم الرأي.
وكان قرار الصحيفة أثار ردود فعل سلبية فورية داخل الصحيفة، حيث استقال عضو واحد على الأقل من قسم الرأي، الكاتب روبرت كاجان.
ووصف مارتي بارون، رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست الذي قاد الصحيفة خلال فترة من النجاح التحريري والتجاري، القرار بأنه "جبن، والديمقراطية هي الضحية".
وأضاف أن ترامب سيرى هذا القرار بمثابة دعوة لمواصلة محاولة ترهيب السيد بيزوس، مشيراً إلى أن هناك "ضعفاً مقلقاً في مؤسسة مشهورة بالشجاعة".
وقال قادة نقابة واشنطن بوست في بيان إنهم "قلقون للغاية" من قرار عدم التأييد "قبل 11 يومًا فقط من الانتخابات ".
وأتت خطوة الصحيفة في أعقاب الاضطرابات التي اندلعت في "لوس أنجلوس" تايمز، حيث استقال رئيس هيئة التحرير واثنان من كتابها هذا الأسبوع احتجاجًا على قرار مالك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، الملياردير باتريك سون شيونغ، بمنع التأييد الرئاسي المخطط له.
وبشكل عام، تراجعت الصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشكل متزايد عن تأييد المرشحين السياسيين في السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة الأمريكية.