كشفت مجلة تايم الأمريكية أن شركات التكنولوجيا تستثمر مئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز بيانات أمريكية جديدة، لكن جميع هذه المراكز عُرضة للتجسس الصيني.
ويرى التقرير الذي نشرته المجلة الأمريكية أن الخطر لا يهدد أموال شركات التكنولوجيا فحسب، بل يهدد أيضًا الأمن القومي الأمريكي، وسط السباق الجيوسياسي المتزايد مع الصين لتطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم.
ويُحذر التقرير من أن أهم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي اليوم عُرضة للتخريب غير المُتماثل، حيث يُمكن سرقة نماذج الذكاء الاصطناعي المحمية بشدة أو مراقبتها.
وأفاد معدا التقرير، الأخوان إدوارد وجيريمي هاريس، خلال حديثهما مع مسؤولي الأمن القومي ومشغلي مراكز البيانات، بأنهما علما بحالة تعرّض فيها مركز بيانات ذكاء اصطناعي تابع لشركة تكنولوجيا أمريكية كبرى لهجوم، وسرقة حقوق ملكية فكرية.
كما علما بحالة أخرى استُهدف فيها مركز بيانات مماثل بهجوم على مكون محدد لم يُذكر اسمه، والذي لو نجح، لكان قد أدى إلى تعطيل المنشأة بأكملها لأشهر.
ويتناول التقرير دعوات من البعض في وادي السيليكون وواشنطن لبدء "مشروع مانهاتن" للذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تطوير ما يُطلق عليه المطلعون "الذكاء الفائق": وهي تقنية ذكاء اصطناعي قوية للغاية، لدرجة أنه يمكن استخدامها لتحقيق ميزة استراتيجية حاسمة على الصين.
وتسعى جميع شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، وفي السنوات الأخيرة، أدركت كل من الولايات المتحدة والصين أهميته الجيوسياسية المحتملة.
وعلى الرغم من لهجته المتشددة، لا يؤيد التقرير مثل هذا المشروع أو يعارضه، بل يشير إلى أنه إذا بدأ المشروع اليوم، فإن نقاط الضعف الحالية في مراكز البيانات قد تُفشله منذ البداية.
ويضيف: "ليس هناك ما يضمن أننا سنصل إلى الذكاء الفائق قريبًا. ولكن إذا فعلنا ذلك، وأردنا منع الحزب الشيوعي الصيني من سرقته أو تعطيله، فعلينا البدء في بناء المرافق الآمنة له منذ البداية".
ويشير التقرير إلى أن العديد من المكونات الأساسية لمراكز البيانات الحديثة تُصنّع في الصين بشكل رئيسي أو حصري، ونظرًا لازدهار صناعة مراكز البيانات، فإن العديد من هذه الأجزاء تخضع لطلبيات مؤجلة لسنوات عديدة.
