السلطات المغربية: ارتفاع عدد قتلى السيول في إقليم آسفي إلى 37
في تحول سياسي تاريخي، فاز خوسيه أنطونيو كاست، المرشح اليميني المتطرف، بالرئاسة التشيلية يوم الأحد، مستغلاً مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع معدلات الجريمة والهجرة.
ويعد هذا الفوز أشد تحول نحو اليمين منذ نهاية الديكتاتورية في 1990، ويعكس موجة صعود التيارات اليمينية في أمريكا اللاتينية، بحسب "سي إن إن".
الفوز في الانتخابات والتصويت الشعبي
حصل كاست على 58.30% من الأصوات في جولة الإعادة ضد المرشحة اليسارية جانيت جارا، التي نالت 41.70%، بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات.
وعلّقت جارا قائلة: "لقد عبّرت الديمقراطية عن رأيها بوضوح تام، لقد تواصلت مع خوسيه أنطونيو كاست وتمنيت له التوفيق لما فيه خير تشيلي".
وكانت هذه الجولة الثانية لمحاولة كاست الرئاسية بعد خسارته أمام الرئيس اليساري غابرييل بوريك في 2021؛ حيث اجتذب الناخبين الذين أصبحوا أكثر قلقاً بشأن الجريمة والهجرة؛ ما حول صورته من مرشح يُنظر إليه على أنه متطرف إلى شخصية سياسية مركزية يمكنها قيادة البلاد.
برنامج صارم لمكافحة الجريمة والهجرة
تقوم حملة كاست على بناء جدران حدودية وتشكيل قوة شرطة متخصصة لتعقب المهاجرين غير الشرعيين، مستوحاة من تجربة الولايات المتحدة والسلفادور، حيث زار سجون الرئيس نجيب بوكيلي الكبيرة كنموذج يحتذى به.
وقد حدد كاست مهلة 92 يوماً للمهاجرين لمغادرة البلاد طواعية، مؤكداً أنه بعد ذلك سيتم تسجيل أي شخص يطلب خدمات حكومية وسيتم دعوته للمغادرة.
خلال حملته، وصل أنصار كاست إلى مقر حملته في سانتياغو، يلوحون بأعلام تشيلي ومرتدين قبعات حمراء كُتب عليها شعار "لنجعل تشيلي عظيمة مرة أخرى"، في إشارة واضحة إلى تأثير أسلوب ترامب الانتخابي.
الجذور والخلفية السياسية
خوسيه أنطونيو كاست ابن مهاجر ألماني، وأحد أفراد عائلة مرتبطة تاريخياً باليمين التشيلي، حيث شغل شقيقه مناصب وزارية في حكومة بينوشيه.
وقد بدأ كاست مسيرته كعضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المستقل، قبل أن يؤسس حزبه الجمهوري ويصبح أبرز وجوه اليمين المتطرف في البلاد، مع أكثر من عقدين من الخبرة السياسية في الكونغرس.
واقتصادياً، يدعو كاست إلى قوانين عمل أكثر مرونة، وتخفيض ضرائب الشركات، وتقليل القيود التنظيمية، مع بعض التعديلات لتخفيف حدة خفض الإنفاق المخطط له.
كما يعارض الإجهاض بشدة، رغم أن الرأي العام لا يزال يدعم الحقوق الحالية.
فوز يميني متجدد في أمريكا اللاتينية
يُعد فوز كاست أحدث انتصار لليمين المتجدد في المنطقة، بعد صعود دانيال نوبوا في الإكوادور، ونجيب بوكيلي في السلفادور، وخافيير ميلي في الأرجنتين، بالإضافة إلى نهاية عقدين من الحكم الاشتراكي في بوليفيا مع انتخاب الوسطي رودريغو باز في أكتوبر.
ويعكس هذا التحول توجهاً إقليمياً نحو سياسات أكثر صرامة تجاه الجريمة والهجرة، في مواجهة مطالب شعوب تبحث عن الاستقرار والأمان بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والاجتماعية.