ذكر تقرير لصحيفة "إلـ بايس" الإسبانية، أن الأخوين ترامب، دونالد الابن وإريك، عادا ليقفزا بقوة على موجة العملات المشفرة، خاصة بعدما عاد الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال التقرير إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قبل أشهر اتخذت منحى غير مسبوق؛ فهو أول رئيس يرتبط مباشرة بعالم العملات الرقمية.
وبحسب الصحيفة، كان ترامب في ولايته الأولى يرى في هذه الأصول مجرد "احتيال" بلا قيمة حقيقية، غير أن الموقف تبدّل جذريًا مع اتساع نفوذه داخل وادي السيليكون وتدفّق الاستثمارات من شركات هذا القطاع.
واليوم، تضيف الصحيفة، أصبحت العملات المشفرة ركيزة في أجندة إدارته، مع احتياطيات رسمية من البيتكوين، وتشريعات أكثر مرونة، ورقابة أقل صرامة، وهو ما أسهم في ارتفاع أسعار هذه الأصول وخلق آلاف الوظائف، بينها حصص واضحة لعائلته.
وأشارت "إلـ بايس" إلى أن الابن الأوسط إريك ترامب رسّخ مكانته كوسيط جديد في هذا السوق؛ فقد انضم إلى المجلس الاستشاري لشركة "ميتابلانيت" اليابانية، سابع أكبر حامل للبيتكوين عالميًا، كما شارك في تأسيس شركة "أمريكان بيتكوين" المتخصصة في التعدين، والتي اندمجت مع "غريفون ديجيتال ماينينغ" استعدادًا للإدراج في ناسداك.
أما شقيقه دونالد الابن، فقد عزز حضوره باستثمارات فردية، أبرزها شراء 350 ألف سهم في شركة "ثومزوب"، رغم خسائرها الكبيرة، فقط لأنها تعتزم تجميع البيتكوين ضمن أصولها.
والشهر الماضي، قرع الشقيقان جرس افتتاح ناسداك بعد صفقة مع شركة "ألت 5 سيغما"، لتصبح البوابة لمشروعهما الأوسع: "وورلد ليبرتي فانينشال" ((WLFI، المنصة التي قدّمها ترامب شخصيًا من منتجع مار-أ-لاغو خلال حملته.
وتصدر هذه المنصة عملة مستقرة مرتبطة بالدولار ورمز "WLFI$"، رغم أن الأخير لا يمكن تداوله حاليًا ويقتصر على “الحوكمة الداخلية”. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف من تضارب المصالح، وأدت إلى تأجيل تشريع العملات المستقرة في الولايات المتحدة قبل أن تتم الموافقة عليه بصعوبة.
وفق تقديرات "وول ستريت جورنال"، حققت مشروعات عائلة ترامب نحو 4.5 مليار دولار منذ الانتخابات، في حين واصل الرئيس وأبناؤه تعزيز استثماراتهم بالبيتكوين والإيثريوم.
وغالبًا ما تكفي تغريدة من إريك ترامب للتأثير في السوق، إذ يترجم حماسه العلني إلى قفزات في الأسعار يستفيد منها المستثمرون الكبار، وفي مقدمتهم عائلته، بحسب التقرير.
غير أن هذا الاندماج المتسارع بين البيت الأبيض وسوق العملات المشفرة يثير مخاوف متزايدة من تضارب المصالح واستغلال النفوذ؛ فالمستثمرون الأفراد، الذين ينجذبون إلى دعم الرئيس وأبنائه، قد يغامرون بمدخراتهم في سوق عالي المخاطر، بينما تواصل عائلة ترامب تعزيز ثروتها في قطاع يمكن أن تتحرك ملياراته بتغريدة واحدة.