logo
العالم

النفط في قلب الأزمة.. كيف يضع ترامب أوروبا في مرمى العقوبات؟

دونالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صياغة معادلة معقدة في علاقته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بين التصريحات الغاضبة والتهديدات المبطنة.

ولا يعكس إعلان ترامب للمرة الثانية أن "صبره ينفد" مجرد توتر شخصي مع الكرملين، بل يفضح مأزق السياسة الأمريكية نفسها.

تصريحات الرئيس الأمريكي جاءت مشفوعة بتلميحات إلى إمكانية فرض عقوبات قاسية تستهدف القطاع المصرفي وصادرات النفط الروسية، ولكنه ربطها بشرط واضح، يتمثل في توقف دول حلف الناتو بالكامل عن شراء النفط الروسي. 

أخبار ذات علاقة

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف

روسيا تحذر أوروبا: سنلاحق أي دولة تستولي على أصولنا

 في ضوء هذه المعطيات، تبدو واشنطن أمام العديد من السيناريوهات، الأكثر ترجيحًا يتمثل في مواصلة الضغط على الناتو لوقف شراء النفط الروسي، ما يفتح الباب أمام عقوبات أمريكية "كبرى" مشروطة بالتزام الحلفاء، ولكن هذا المسار يواجه معضلة الانقسام داخل أوروبا، حيث لا تزال دول مثل تركيا والمجر مرتبطة بإمدادات الطاقة الروسية.

سلاح ذو حدين

يقول الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكنه نظريًا فرض عقوبات قاسية على روسيا وشركائها التجاريين، لكن من الناحية العملية هذا الخيار غير واقعي لأنه قد يُلحق ضررا بالغا بالمصالح الأمريكية نفسها".

وأضاف القليوبي، لـ"إرم نيوز"، أن "العقوبات تمثل سلاحا ذا حدين، فهي لا تؤثر فقط في الجهة المستهدفة بها، بل أيضًا في الجهة التي تفرضها، وأن الإفراط في استخدام هذه الأداة قد يؤدي إلى تقارب استراتيجي أعمق بين قوى كبرى مثل روسيا والهند والصين".

ورأى أن "الصور التي التُقطت خلال قمة شنغهاي في الصين، والتي جمعت زعماء روسيا والهند والصين، تعكس مستوى غير مسبوق من التنسيق السياسي والاقتصادي بين هذه الدول".

 

وأشار القليوبي إلى أن "احتمال تفعيل عقوبات أمريكية جديدة ضد موسكو يبقى محدودًا، "خاصة في ظل تعقيد العلاقات الدولية، وتشابك المصالح الاقتصادية بين واشنطن وشركاء روسيا، وعلى رأسهم الصين والهند".

"تناقض ترامب"

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، محمود الأفندي، إن "تصريحات ترامب دائمًا ما تتسم بالتناقض منذ توليه السلطة ودخوله البيت الأبيض"، مشيرًا إلى أهمية النظر إلى أفعاله لا إلى أقواله فقط. 

وأضاف الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن "ترامب دأب على إطلاق تصريحات ترضي جميع الأطراف، وغالبًا ما تكون شعبوية وإعلامية أكثر منها عملية، خاصة أن ما يجري حاليًا هو نتيجة مباشرة لقمة ألاسكا التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأشار إلى أن "بداية ولاية ترامب الأولى شهدت اتهامات كثيرة بأنه صديق بوتين، وأن هناك حديثًا عن اختراق روسي للانتخابات الأمريكية آنذاك، ما وضعه في دائرة الشك والانتقاد".

أخبار ذات علاقة

السفارة الروسية في بوخارست

"استفزاز أوكراني".. روسيا تعلق على خرق مسيّرة لأجواء رومانيا

 ولفت الأفندي إلى أنه "في حال قرر ترامب حاليا تنفيذ تهديداته بفرض حزمة العقوبات رقم 19، فإن أوروبا ستكون المتضرر الأكبر، وليس روسيا، إذ تنص هذه العقوبات على حظر شراء النفط الروسي، وهو ما سيؤثر سلبًا في القارة الأوروبية التي لا تزال تعتمد على كميات كبيرة من النفط الروسي، حتى وإن كانت تُستورد عبر دول وسيطة".

وأضاف أن "روسيا في المقابل تخلت عن السوق الأوروبية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل العقوبات أقل تأثيرًا على الاقتصاد الروسي مما يتصوره البعض".

وقال الأفندي إن "ترامب يكرر محاولاته لإضعاف أوروبا اقتصاديًا، سواء عن قصد أو من خلال سياسات متسرعة، وهو ما قد يؤدي إلى تفكيك الشراكة الأوروبية الأمريكية وخلق أزمات داخلية في القارة العجوز".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC