تسلمت الولايات المتحدة الصيني تشي دونغ تشانغ، المعروف باسم "الأخ وانغ"، والمتهم بتزعم تجارة "الفنتانيل" على المستوى الدولي، وفق ما كشفت عنه الحكومة المكسيكية التي قالت إنها سهلت عملية التسليم.
ونقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية عن السلطات المكسيكية قولها إنه تم اعتقال تشانغ في كوبا، يوم الأربعاء، بتهم تتعلق بتجارة الفنتانيل وغسل الأموال والتنسيق بين العصابات في عدد من الدول.
ويعرف "الفنتانيل" بأنه من أشد أنواع المخدرات فهو عبارة عن مادة أفيونية صناعية أقوى من "الهيروين" 50 مرة، وأسهل وأرخص في الإنتاج، بحسب ما أوردته الشبكة.

وقال وزير الأمن المكسيكي عمر غارسيا حرفوش، في تصريح نقلته "بي بي سي موندو"، إن تشي دونغ تشانغ، فر من الإقامة الجبرية في المكسيك في يوليو/ تموز.
وكانت السلطات في كوبا، التي فر إليها "الأخ وانغ"، قد أعلنت أن المتهم أعيد إلى المكسيك بطلب من الحكومة هناك، ولم تُحدد الدولتان ما إذا كان تشانغ قد نُقل إلى الولايات المتحدة عبر الأراضي المكسيكية، أو ما إذا كان قد نُقل مباشرةً من كوبا.
وأضاف حرفوش أن تشانغ "متهم بالمسؤولية عن الاتجار الدولي بالمخدرات، وغسيل الأموال، والتحالفات مع جماعات إجرامية لها وجود في الأمريكتين وأوروبا وآسيا".
وبحسب وثائق الادعاء المكسيكي، فإنه بالإضافة إلى "الأخ وانغ"، يمتلك تشانغ العديد من الألقاب الأخرى، بما في ذلك "بي دبليو"، و"بانشو"، و"هيهي"، و"السيد تي".
واتهمت السلطات الأمريكية تشانغ في قضية رفعت أمام المحكمة الفيدرالية في يوليو/ تموز الماضي، بإدارة عملية تهريب مخدرات وغسيل أموال في لوس أنجلوس وأتلانتا.
وتظهر الوثائق أن تشانغ قام بتنسيق استيراد الفنتانيل والكوكايين من المكسيك إلى الولايات المتحدة، ثم قام بتوزيع المخدرات على إلينوي وجورجيا وميشيغان ومواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد.

وقالت السلطات في وثائق المحكمة إن تشانغ أودع مبالغ كبيرة من النقود في حسابات مصرفية أمريكية نيابة عن منظمة وهمية.
ويُتهم تشانغ بأنه تعاون بشكل وثيق مع عصابات المخدرات الجيل الجديد في "سينالوا" و"خاليسكو" في المكسيك، والتي صنفتها واشنطن على أنها "منظمات إرهابية أجنبية".
وصرّح حرفوش، العام الماضي، بأن تشانغ يُعتبر "مُورّدًا دوليًا رئيسيًا لغسل الأموال"، ومتهم بغسل ما لا يقل عن 20 مليون دولار في الولايات المتحدة بين عامي 2020 و2021 باستخدام أكثر من 100 شركة وهمية وحساب مصرفي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "إل باييس".
وكان الصيني مسؤولاً عن "إقامة علاقات مع عصابات أخرى لنقل الفنتانيل من الصين إلى أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية وأوروبا والولايات المتحدة".
وعززت حكومة الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عمليات ضبط المخدرات تحت ضغط التعريفات الجمركية من قبل ترامب، الذي هدد باتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ما لم يتم حل المشكلة.
ورغم أن المكسيك كانت المصدر الرئيس للفنتانيل المباع في الولايات المتحدة، فقد ركزت واشنطن اهتمامها بشكل متزايد على الموردين الصينيين للمكونات الأولية.
ويأتي التسليم في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الضربات العسكرية ضد قوارب تهريب المخدرات قبالة سواحل أمريكا الجنوبية، بما في ذلك واحدة تم الإبلاغ عنها يوم الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على متن سفينة في منطقة البحر الكاريبي.