مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
يخطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور يوم الأحد لأول مرة منذ 2017، رغم عدم اهتمامه التاريخي بالمنظمة.
ورغم أن هذا الحضور يأتي في سياق سعي إدارته لمكافحة نفوذ الصين في المنطقة، يبدو الهدف الرئيس شخصياً، وهو توقيع "اتفاقية كوالالمبور" لإنهاء الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، الذي اندلع في مايو/أيار الماضي. وفق مجلة "التايم".
وساعدت الولايات المتحدة في التوسط لوقف إطلاق نار أولي في يوليو/تموز الماضي، مستفيدة من علاقاتها التجارية، ليُدرج ترامب فيما بعد هذا الإنجاز ضمن قائمة "الحروب التي أنهاها" عالمياً.
لكن الاتفاق يطرح تساؤلات مقلقة حول مدى نجاحه أو فشله، خاصة مع غموض التزامه طويل الأمد وطبيعته المعاملاتية.
لم يُظهر ترامب اهتماماً كبيراً بالدبلوماسية متعددة الأطراف، لكن حضوره قمة آسيان يرتبط مباشرة باتفاق السلام، الذي يُروج له كإنجاز شخصي لتلميع صورته كـ"رئيس السلام"، بحسب "التايم".
وشنّ الرئيس الأمريكي منذ أشهر حملة محمومة لنيل جائزة نوبل للسلام، التي مُنحت هذا الشهر لماريا كورينا ماتشادو، وكان يستفيد من ترشيحات قادة مثل كمبوديا عبر "دبلوماسية الإطراء".
أما الصراع بين تايلاند وكمبوديا، عضوي آسيان، فهو متجذّر تاريخياً حول معبد برياه فيهيار وخرائط حدودية، ويُعد "ساخناً" لكنه غير مؤثر كثيراً في المصالح الأمريكية المباشرة.
ويشكك مارك إس. كوغان، أستاذ دراسات السلام في جامعة كانساي غايداي، باهتمام الولايات المتحدة بنزاع غير محسوم وبسيط نسبياً، ولا يؤثر كثيراً في واشنطن، معتبراً أن واشنطن تسعى فقط لـ"التقاط الصور التذكارية".
يؤكد الخبراء أن نجاح الاتفاق يعتمد على ضغط سياسي مستمر من "طرف ثالث" مثل الولايات المتحدة لضمان الامتثال، لكن كوغان يحذر من "اختبارات ضغط" محتملة، حيث يتبادل الطرفان اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.
وتمتلك واشنطن القدرة النظرية على فرض الامتثال، لكنها قد "تغفل الموضوع" بعد توقيع ترامب، كما يتساءل كوغان: "هل ستُواصل اهتمامها بما يحدث في تايلاند وكمبوديا أم سينشغل بأمر آخر؟".
ويشير هذا إلى فشل محتمل في الاستدامة، إذ يفتقر الاتفاق إلى آليات مراقبة دائمة، وفق الباحث التايلاندي بافين شاشافالبونجبون، من جامعة كيوتو، الذي يصف مشاركة ترامب بـ"المعاملاتية".
ويرجّح أن يختفي الضغط الخارجي المستمر اللازم للتنفيذ بمجرد انتهاء حفل التوقيع، لافتاً إلى أن الاتفاق قد ينجح كإجراء استقرار قصير ومتوسط الأمد، لكنه "هش بطبيعته كمصدر للسلام الدائم"، إذ إنه أجّل حل النزاع الأساسي حول الأراضي والخرائط التاريخية.
لا يزال الاتفاق معلقاً، كما أقرّ بذلك رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم يوم الخميس مشيراً إلى أن تفاصيله "قيد التسوية"، فيما تُظهر كمبوديا حماساً، إذ قال متحدث الحزب الحاكم في 15 أكتوبر: "نحن مستعدون في أي وقت". أما تايلاند، التي تولت حكومة جديدة بعد إطاحة السابقة بسبب تعاملها مع الصراع، فأكثر حذراً، وتخشى من تفضيل ترامب للطرف الثاني من الصراع.
وتؤكد هذه التصريحات "هشاشة" من خلال تركيز طرفي الصراع على الادعاءات السيادية دون حل جذري، بحسب مجلة "التايم".
وفي المدى القصير، نجح وقف إطلاق النار الأولي في يوليو بفضل التوسط الأمريكي، ما منح ترامب حينها "فوزاً" إعلامياً، كما قد يدفع حضوره الاتفاق إلى "خط النهاية"، مساهماً في استقرار إقليمي يحد من نفوذ الصين.
ومع ذلك، فإن احتمال الفشل "طويل الأمد" قائم، بسبب غياب الضغط المستمر، والطبيعة المعاملاتية، وعدم حل الجذور، وهو ما يُقارن بصراعات أخرى أدرجها ترامب، حيث توجد توترات مستمرة رغم الاتفاقيات.