الجيش الإسرائيلي يصدر إنذاراً جديداً بقصف برج قرب مركز للأونروا وسط مدينة غزة
قال الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إنه يتعرض لمؤامرة تستحق الغضب، وذلك في أول تصريح له حول قضية تمويل حملته الانتخابية المزعوم من ليبيا.
وشنَّ ساركوزي أمام هيئة القضاء في باريس، هجومًا لاذعًا على ما وصفه بـ"مؤامرة منظمة" تسعى إلى تدميره، كما عبّر ساركوزي عن استيائه مما يراه استهدافًا سياسيًا.
وجاءت تصريحات ساركوزي عبر خطاب ناري امتد لعشرين دقيقة، حوّل قاعة المحكمة إلى مسرح لمواجهة مصيرية، حيث تصارع الحقائق مع الاتهامات في مشهد يخطف الأنفاس"، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
وفي أجواء مشحونة بالترقب، افتتحت القاضية ناتالي غافارينو جلسة المحاكمة بسؤال تقليدي: "قبل أن أبدأ تقريري، هل يرغب أي شخص في إلقاء كلمة افتتاحية؟"
سرعان ما انتفض نيكولا ساركوزي من مقعده، رافعًا إصبعه كما لو كان طالبًا في مدرسة: "أنا، سيدتي الرئيسة."
وردت القاضية بحزم: "حسنًا، الكلمة لك".
وساركوزي، الذي يعتبر المتهم الرئيس في المحاكمة التي بدأت، يوم الاثنين، أمام الغرفة التصحيحية الـ32 في المحكمة القضائية بباريس، بدا مختلفًا تمامًا عما كان عليه في بداية الجلسات.
وفي غضون 3 أيام فقط، فقد الرئيس الأسبق لمعانه الصيفي الذي عاد به من عطلته الشتوية. بعد أن ظهر ببشرة مشرقة، يوم الاثنين، صار، اليوم، شاحبًا ومُجهدًا، كما لو أن الأحداث أثقلت كاهله.
وكان يرتدي بدلة سوداء وربطة عنق، من النوع الذي يليق بالمآتم، وكأن هذا المشهد يمثل جنازة لمسيرته السياسية. لكنه لم يكن مجرد متفرج صامت؛ فقد عبّر عن غضبه في خطاب امتد لعشرين دقيقة تقريبًا.
أمام المحكمة، وصف ساركوزي القضية بأنها "مؤامرة"، ودافع عن نفسه بشراسة، مهاجمًا من اعتبرهم أعداءه السياسيين.
وقال: "هناك مؤامرة تستحق الغضب. إنها حملة تشويه منظمة من قبل كاذبين ومحتالين يريدون تدميري سياسيًا واجتماعيًا".
ورغم نبرة الغضب، حاول ساركوزي الظهور بموقف المدافع الواثق عن نفسه، مؤكدًا أن الأدلة المزعومة ضده لا تستند إلى وقائع ملموسة.
وبينما يترقب الجميع تطورات القضية، يبقى السؤال معلقًا: هل سينجح ساركوزي في إثبات براءته أمام العدالة، أم أن هذه المحاكمة ستكون آخر فصل درامي في مسيرته الطويلة؟"
وتفجّرت القضية لأول مرة، في العام 2012، عندما نشرت صحيفة "Mediapart" تحقيقًا زعمت فيه أن حملة ساركوزي الانتخابية تلقت حوالي 50 مليون يورو من أموال النظام الليبي، وهو مبلغ يتجاوز الحد القانوني المسموح به للتمويل الانتخابي في فرنسا.
وتستند الاتهامات إلى وثائق وشهادات لأشخاص مقربين من النظام الليبي، أبرزهم زياد تقي الدين، رجل الأعمال اللبناني-الفرنسي، الذي زعم أنه سلّم حقائب مليئة بالنقود إلى مقر حملة ساركوزي.
الاتهامات الرسمية
وُجهت لساركوزي عدة تهم، منها: الفساد، قبول أموال بشكل غير قانوني وإخفاء أصول عامة، بالحصول على أموال من مصادر غير قانونية.