رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
قارن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشكل لافت بين "سلام غزة" و"سلام أوكرانيا"، في مشهد يعيد إلى الواجهة جدل "ازدواجية المعايير" في السياسة الدولية.
فبينما سارع الغرب إلى دعم إعلان شرم الشيخ بشأن وقف الحرب في القطاع، بدا في نظر موسكو مترددًا أو "غير مستعد" لتطبيق المبادئ ذاتها على الصراع في أوكرانيا، حيث ما زال الدم يسيل دون أي أفق لتسوية عادلة.
لافروف، في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت، تساءل بحدة: "كلمات ذهبية.. لكنها تُطبق على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، وليس على الروس في أوكرانيا".
ويرى مراقبون أن لافروف، من خلال هذه المقارنة، لا يكتفي بتحدي الرواية الغربية عن الحرب في أوكرانيا، بل يسعى لتقديم موسكو كمدافع عن "العدالة المتوازنة" في العلاقات الدولية، في وقت تتهم فيه روسيا الغرب بتسويق السلام الانتقائي بما يخدم حساباته لا القيم التي يرفعها.
ويرى خبراء أن الموقف الروسي من اتفاق شرم الشيخ حول غزة كشف مجددًا عن "ازدواجية المعايير الغربية" في التعامل مع الأزمات الدولية، خاصة وأن موسكو ترى أن الغرب مستعد للضغط من أجل وقف الحرب في غزة حفاظًا على مصالحه في الشرق الأوسط، في حين يرفض تطبيق المبادئ نفسها في أوكرانيا رغم تشابه البعد الإنساني في الأزمتين، وفق قولهم.
وقال د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن موسكو تدعم اتفاق شرم الشيخ "لأنه يستهدف الحفاظ على حياة الفلسطينيين والإسرائيليين"، ولفت إلى أن روسيا تطالب بتطبيق المبادئ نفسها على الأزمة الأوكرانية.
وتابع قائلاً إن هناك اضطهادا للروس في دنيبر وكييف ولفيف، حيث يُمنع استخدام اللغة الروسية وتُغلق المؤسسات التعليمية الناطقة بها، بل وتمت مؤخرًا إقالة محافظ أوديسا بزعم امتلاكه جواز سفر روسيًًا.
تطبيق المبادئ الإنسانية
ووصف الأفندي هذه السياسات بأنها ازدواجية في المعايير من جانب الغرب، وأن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة جاءت في هذا السياق، إذ دعا لافروف إلى تطبيق المبادئ الإنسانية نفسها المتفق عليها في اتفاق غزة على الوضع في أوكرانيا.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية إلى أن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط دفعت واشنطن والغرب إلى دعم وقف الحرب في غزة، وفي الوقت نفسه تتركز المصالح الغربية داخل الأراضي الأوكرانية فقط، وليس في روسيا، ولذلك يجري دعم الحكومة الأوكرانية على حساب السكان الروس.
من جانبه، قال د. عبد المسيح الشامي، خبير العلاقات الدولية والمختص بالشأن الأوروبي، إنه لا يمكن بأي حال تشبيه القضية الفلسطينية بالقضية الأوكرانية، فالقضيتان مختلفتان تمامًا ولا يمكن تطبيق المعايير نفسها عليهما.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن الموقف الأوروبي نابع من حسابات المصلحة، موضحًا أن الدول "تتخذ مواقفها بناءً على مصالحها، إذ لا توجد مواقف مجانية في السياسة.
وأشار د. عبد المسيح الشامي إلى أنه حتى في القضايا المتشابهة نجد المواقف مختلفة، مؤكدًا وجود اختلاف جوهري بين القضيتين، فالمعطيات التي تملكها أوروبا في الملف الأوكراني تختلف تمامًا عن تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأوضح الخبير المتخصص بالشأن الأوروبي أن القضية الفلسطينية تؤرق أوروبا لكنها لا تمس أمنها المباشر، وتعتبر أوروبا أن الحرب الأوكرانية تمس أمنها القومي وتهدد وحدتها، فهي قضية أوروبية بامتياز.
وأكد الشامي أن الغرب يتعامل مع القضية الفلسطينية من خلال علاقاته بإسرائيل والفلسطينيين، وهذه العلاقات لها مستويات مختلفة، فمصالحه مع إسرائيل أكبر من مصالحه مع العرب، وبالتالي لا يجد نفسه مضطرًا لاتخاذ مواقف قد تُعد معادية لتل أبيب.