logo
العالم

معركة المعادن الاستراتيجية.. اليابان والصين على خط المواجهة بالمحيط الهادئ

جزيرة ميناميتوري اليابانيةالمصدر: قمر صناعي تابع لإيرباص

تستعد اليابان لخوض تجربة غير مسبوقة في أعماق البحار قد تعيد رسم خريطة النفوذ العالمي في سوق العناصر الأرضية النادرة، وذلك عبر اختبار استخراج طين غني بهذه المعادن من قاع البحر قرب جزيرة ميناميتوريشيما النائية، في خطوة تهدف إلى تقليص اعتماد طوكيو الاستراتيجي على الصين.

وتقع الجزيرة المرجانية غير المأهولة، وهي أقصى نقطة شرقية لليابان، على بعد نحو 1180 ميلاً من طوكيو. ومن المقرر أن تبدأ التجارب الميدانية بين 11 يناير و14 فبراير، على أن تنطلق عمليات التعدين التجريبية فعلياً في فبراير المقبل، وفق ما نقلته وسائل إعلام يابانية رسمية.

معركة سلاسل التوريد والمعادن الحيوية

تُعد العناصر الأرضية النادرة مكوّناً أساسياً في صناعات التكنولوجيا المتقدمة، من بطاريات السيارات الكهربائية والرقائق الإلكترونية إلى الطائرات المقاتلة وأنظمة الرادار.

أخبار ذات علاقة

سيرغي لافروف

روسيا تعارض استقلال تايوان وتحث اليابان على عدم انتهاج العسكرة

وتسيطر الصين حالياً على نحو ثلثي الإنتاج العالمي من هذه المعادن، وقد أظهرت استعدادها لاستخدام هذه الهيمنة كورقة ضغط سياسية واقتصادية، ولا سيما بعد أن قيّدت صادراتها في وقت سابق من العام رداً على رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية.

في هذا السياق، كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المحيط الهادئ، وفي مقدمتهم اليابان وأستراليا، جهودها لبناء سلاسل إمداد بديلة للمعادن الحيوية؛ غير أن هذه المساعي لا تزال في مراحلها الأولى، وسط تقديرات بأن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يترك أثراً ملموساً في الأسواق العالمية.

اختبار غير مسبوق في أعماق البحار

ووفقاً لما أعلنه شويتشي إيشي، مدير منصة مجلس الوزراء الياباني للتطورات البحرية المبتكرة، تهدف التجربة إلى اختبار معدات تعدين في أعماق تصل إلى 6000 متر، لاستخراج نحو 350 طناً مترياً يومياً من الطين الغني بالعناصر الأرضية النادرة. 

وستُفصل مياه البحر عن الطين في موقع الاستخراج قبل نقله إلى البر الرئيسي الياباني لمعالجته وتكريره.

أخبار ذات علاقة

الأكبر بتاريخها.. 86 مليار دولار لموازنة اليابان الدفاعية

الأكبر في تاريخها.. 86 مليار دولار موازنة اليابان الدفاعية (فيديو إرم)

وأشار إيشي إلى أن عمليات تقييم الأثر البيئي ستُجرى بشكل مستمر في قاع البحر وعلى متن سفينة التعدين، مؤكداً أن هذه ستكون أول محاولة في العالم لاختبار جدوى رفع الطمي من أعماق البحار خصيصاً لاستخراج العناصر الأرضية النادرة. 

وقد أنفقت الحكومة اليابانية نحو 40 مليار ين (ما يعادل 256 مليون دولار) على هذا المشروع منذ عام 2018.

قلق ياباني من التحركات الصينية

كشف إيشي أيضاً عن رصد سفن تابعة للبحرية الصينية دخلت المياه المجاورة للجزيرة في يونيو الماضي، بالتزامن مع قيام سفينة أبحاث يابانية بمسوحات في المنطقة. 

وقال: "نشعر بقلق بالغ إزاء هذه الإجراءات الترهيبية، رغم أن أنشطتنا تقتصر على مسوحات موارد قاع البحر داخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة".

من جانبها، شددت رئيسة الوزراء اليابانية سناء تاكايتشي على أهمية المشروع، قائلة خلال مؤتمر صحفي في 17 ديسمبر، إن "تعزيز مرونة سلاسل التوريد، بما في ذلك سلاسل توريد العناصر الأرضية النادرة، أمر بالغ الأهمية للأمن الاقتصادي الياباني".

تعاون ياباني–أمريكي وخيارات المستقبل

في أواخر أكتوبر، توصلت تاكايتشي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتفاق خلال زيارة الأخير لليابان، تعهد فيه الطرفان بالتعاون في مجالات الاستخراج والتخزين والاستثمار في سلاسل إمداد المعادن الحيوية، رغم غياب تفاصيل دقيقة بشأن الالتزامات المالية.

وإذا أثبتت التجربة الحالية نجاحها، فقد تبدأ اليابان عمليات تعدين واسعة النطاق في ميناميتوريشيما بحلول فبراير 2027، في خطوة قد تشكل تحدياً حقيقياً للهيمنة الصينية على سوق العناصر الأرضية النادرة، وتمنح طوكيو وحلفاءها هامشاً أوسع من الاستقلالية الاستراتيجية في الصناعات المستقبلية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC