كشفت "فورين بوليسي" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لطرح مقترح لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية يبدو "أكثر حيلة سياسية داخلية منه خارجيًا"، حيث تسعى الخطة لتقديم صورة انتصار لكل طرف على الأرض، لكنها لا تقدم حلًا جذريًا للنزاع المستمر منذ سنوات.
وأوضحت أن "التسوية المقترحة ترتكز على 3 نقاط أساسية، هي تثبيت خطوط السيطرة الحالية، وتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية الذاتية، وربط أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي مع تعليق مسألة الانضمام إلى الناتو، ولكن في حقيقة الأمر، الهدف الظاهر هو تهيئة المشهد السياسي الداخلي في الولايات المتحدة قبل الانتخابات المقبلة، عبر تقديم ما يمكن تسويقه للناخبين على أنه إنجاز دبلوماسي".
ويُقترح أن تعيد كييف ترسيم حدودها الإدارية داخليًا، بحيث تدمج الأجزاء غير المحتلة من الأقاليم الأربع التي تطالب بها روسيا ضمن محافظات أوكرانية مجاورة. هذا التعديل يسمح لموسكو بالادعاء داخليًا بأنها حصلت على مكاسب، في حين تبقي كييف على سيادتها الفعلية دون أي تنازل قانوني.
ويرى الخبراء أن المفارقة تكمن في أن الخرائط تُستخدم لتصوير "انتصار متوازن" لكل طرف، بينما على الأرض لا يحصل أي تغيير فعلي في المعادلة العسكرية؛ ما يجعل الصفقة أكثر رمزية وانتخابية من كونها استراتيجية.
وجاء في السياق أن الخطة تصرُّ على بناء قوة دفاعية أوكرانية قوية تشبه النموذج الفنلندي، بحيث تصبح كييف مسؤولة عن حماية نفسها بدلًا من الاعتماد على وعود أمريكية أو أوروبية قد لا تتحقق. وهذا التوجُّه يخدم أيضًا ترامب؛ لأنه يمكنه عرض دعم أوكرانيا على أنه إنجاز دبلوماسي وأمني دون التورط في التزامات طويلة الأمد.
وتوضح مصادر مطّلعة أن تأجيل ملف الانضمام للناتو وربط أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي يوفر للرئيس الأمريكي فرصةً لتسويق نفسه أمام الناخبين كوسيط ذكي يحقق مكاسب سياسية للأوكرانيين والغرب، من دون مواجهة مباشرة مع روسيا أو التزامات عسكرية مستمرة.
لكن بينما يروج ترامب للخطة على أنها تسوية "براغماتية"، يرى المراقبون أن الحرب الأوكرانية تتحول إلى أداة انتخابية، حيث تُستخدم المصالح العسكرية والسياسية لأوكرانيا وروسيا لخلق إنجاز يمكن عرضه للناخبين الأمريكيين قبل الانتخابات، دون معالجة الأسباب الجذرية للنزاع أو ضمان وقف طويل الأمد لإراقة الدماء.
ومن المرجّح أن تكون هذه الاستراتيجية الانتخابية واضحة؛ إذ يحصل كل طرف على ما يشبه الانتصار الرمزي، كي يمكن للرئيس ترامب تقديمه كإنجاز عالمي، في حين أن الواقع على الأرض لم يتغير جذريًا، والحرب نفسها مستمرة بطريقة أو بأخرى؛ ما يجعل التسوية في جوهرها صفقة سياسية داخلية بغطاء دولي.
ووفق التقرير يعيد ترامب استخدام الحرب الأوكرانية كأداة سياسية، حيث تُحوّل التسوية المقترحة إلى عرض انتخابي أكثر منه حلًا استراتيجيًا، ويضمن بذلك صورة "انتصار مزدوج" يمكن ترويجه للناخبين، من دون أن يطرأ أي تغيير جذري على الوضع العسكري أو الدبلوماسي.