logo
العالم

طالت الدائرة الشخصية للوزير.. فضيحة تسريبات البنتاغون تحرج إدارة ترامب

طالت الدائرة الشخصية للوزير.. فضيحة تسريبات البنتاغون تحرج إدارة ترامب
وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيثالمصدر: رويترز
21 أبريل 2025، 4:23 م

ضربة موجعة جديدة تتلقاها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي توقيت سيئ جدًا بكل المقاييس.

وترتبط المسألة مرة أخرى بتسريبات لمعلومات في غاية السرية من قبل وزير الدفاع، بيت هيغسيث، الذي شارك معلومات خاصة ودقيقة للعملية العسكرية للولايات المتحدة عبر منصة "سيغنال".

وكان التواصل هذه المرة مع مجموعة من دائرته الشخصية الضيقة، بينها زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.

 هيغسيث الذي يضيف بالحادثة الجديدة مزيدًا من الانتقادات لأدائه في أكبر مؤسسة عسكرية في البلاد، بل في العالم، خاصة على مستوى سرية المعلومات المرتبطة بالخطة العسكرية، وبتفاصيل المعلومات التي تتصل بالخطة العسكرية للضربات الأمريكية التي تستهدف ميليشيا الحوثي في  اليمن.

ولم تمضِ سوى أسابيع قليلة على تلك الفضيحة المدوية التي أثيرت حول استخدام هيغسيث المنصة نفسها للرسائل النصية القصيرة، لمشاركة معلومات عالية الحساسية مع أعضاء الفريق الأمني في الإدارة، حول جدول العملية العسكرية للقوات الأمريكية في اليمن.

وكان قد أضيف إلى المجموعة صحفي من مجلة "ذا أتلانتيك" بالخطأ، قبل أن يجد نفسه جزءًا من نقاش رفيع المستوى، وأمني من الدرجة الأولى، بين كبار مسؤولي الفريق الأمني في الإدارة الحالية. 

أخبار ذات علاقة

بيت هيغسيث يتحدث للصحفيين

وزير الدفاع الأمريكي يخضع للتحقيق بعد فضيحة "سيغنال"

 وقتها، سعى البيت الأبيض عبر كامل أركانه إلى محاولة طي القضية بما توفر له من تأكيدات متجددة من قبل كبار مسؤوليه، على أن مستشار الأمن القومي، الذي اتهم وقتها بأنه المسؤول الأول عن الحادثة، يجد التأييد الكامل من قبل الرئيس، كما أنه يحظى بالثقة الكاملة من الرئيس شخصيًا وبقية أعضاء الفريق الأمني في الإدارة.

ولاحقًا، حاول الوزير هيغسيث التخفيف من وقع الحادثة بالتأكيد على أن المعلومات التي تشاركها مع بقية أعضاء الطاقم الحكومي لم تكن معلومات سرية من الدرجة العالية، كما جدد الإشارة في أكثر من مناسبة إلى أن القضية ضخمها المشرعون الديمقراطيون، وأعطوها حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي.

كل هذه الجهود من قبل هيغسيث والمتحدثين باسم وزارة الدفاع لم تكن كافية لطي صفحة هذه الفضيحة السياسية، لكنها أعادت إلى دائرة الضوء مجددًا تلك المخاوف المرتبطة بقدرة هيغسيث شخصيًا على تولي مهام وزارة الدفاع، ومسؤولية سرية المعلومات المرتبطة بالعمليات العسكرية والخطط المصنفة في خانة العالية السرية، بالنظر إلى سوابقه السلوكية التي ارتبطت بحياته الشخصية في مرحلة ما قبل تعيينه في هذه الوظيفة المرموقة في الإدارة الحالية.

العودة إلى نقطة الصفر  

ما تم الكشف عنه في الساعات القليلة الماضية عن لجوء الوزير هيغسيث إلى  موقع "سيغنال" للتواصل، في الفترة الزمنية نفسها التي تشارك فيها معلومات عبر المنصة نفسها، ولكن مع أعضاء الحكومة، لكن بالموازاة مع ذلك  كان يقدم أسرار العمليات العسكرية لأفراد عائلته ومقربيه عبر مجموعة أنشأها بنفسه، وأسماها فريق الدفاع المصغر، والتي تضم أفرادًا من عائلته وآخرين، وهي مجموعة يشار إلى أنه أنشأها قبل تسلمه مهام وزارة الدفاع والمصادقة عليه من قبل مجلس الشيوخ بعد جلسات استماع مدوية ومثيرة.

هيغسيث سيجد نفسه مرة أخرى أمام موجة من انتقادات الديمقراطيين خاصة، وبعض الجمهوريين الذين لم يكونوا سعداء بطريقة إدارة الوزير لملفات وزارة الدفاع، لا سيما أن الشهور الثلاثة الأولى من عمر هذه الإدارة جعلت من الوزارة، وفي أوقات متقاربة جدًا، في قلب جدل إعلامي وسياسي متجدد، وبسبب أكثر من قصة واحدة، وفي التوقيت نفسه.

العاصفة الجديدة التي تضرب وزارة الدفاع تأتي في توقيت سيئ جدًا بالنظر إلى أن تلك الارتدادات المرتبطة بالتحقيق مع 3 من كبار مسؤولي الوزارة بتهمة إفشاء أسرار تتعلق بخطط عسكرية أمريكية تخص الصين، والتي انتهت أخيرًا إلى إقالة اثنين منهم، واستقالة ثالث في نهاية الأسبوع .

أخبار ذات علاقة

بيت هيغسيث ودونالد ترامب

"يعرقلون التغيير".. البيت الأبيض يتهم قيادات بتسريب معلومات من البنتاغون

 هذه العاصفة أثارت حالة من الجدل بين المسؤولين الكبار الذين أخضعوا لاختبارات أجهزة كشف الكذب، إذ ردوا على اتهامات الوزارة بأنه تم استهدافهم لأسباب لا تتعلق بأمانتهم في الحفاظ على سرية المعلومات، ولكن هناك عمل من داخل مبنى الوزارة على تشويه سمعتهم المهنية والشخصية، وانتهى بهم الأمر إلى خسارة وظائفهم، وفق تعبيرهم.

 الوزارة وهي لا تزال تحاول التعافي من تبعات هذا الاهتزاز الداخلي، تجد نفسها في مواجهة هذا الاتهام الجديد، الذي يطال الوزير بصورة شخصية.

ويقول الوزير هيغسيث في رد فعل سريع على ما يثار في العاصمة واشنطن، ها نحن أمام القصة نفسها مرة أخرى، ومن قبل الأشخاص نفسهم، وعن القصة القديمة الجديدة نفسها المتعلقة بموقع "سيغنال"، وإفشاء المعلومات المصنفة سرية.

من جانبه، يقول المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل تعليقًا على هذا التطور: "قصة قصيرة أخرى عادت من الموت، حيث لم يجر تداول أي معلومات سرية في أي دردشة على سيغنال مهما حاولوا إعادة صياغة هذه القصة".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يكشف مصير كبار موظفي إدارته بعد فضيحة "سيغنال"

  غضب في مبنى الكابيتول

ولم يكن كثير من النواب والشيوخ الديمقراطيين سعداء في المقام الأول بتعيين هيغسيث في هذه الوظيفة المركزية في إدارة الأمن القومي، على حد تعبيرهم.

لكن ما أثير حول الوزير في الأسابيع الماضية، ضاعف من ردود الفعل الغاضبة بين الديمقراطيين حول ما تعرفه الوزارة من سلسلة أحداث يقول هؤلاء إنها تمس بصورة مباشرة بالأمن القومي للبلاد، وكذلك الأمن الشخصي للأفراد العاملين في القوات الأمريكية خلال أداء مهامهم في أطراف العالم المختلفة.

ويرى السيناتور الديمقراطي والمحارب السابق، جاك ريد، أن هذه الحادثة تشكل مثالًا آخر مثيرًا للقلق على تجاهل هيغسيث المتهور للبروتوكولات والقوانين التي يطلب من كل فرد في القوات المسلحة الالتزام بها.

من جانبها، تقول السيناتور الديمقراطي والمحاربة السابقة في القوات الأمريكية، تامي داكووت، إن "كل يوم يمر ويبقى فيه هيغسيث في منصبه هو يوم آخر تعرض فيه حياة قواتنا للخطر بسبب غبائه الفريد" وفق تعبيرها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC