قال خبراء سياسيون فرنسيون إن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتهجير يواجه رفضًا واسعًا على الصعيدين العربي والدولي.
وفي الوقت الذي اعتبرت العديد من الدول العربية هذا المقترح بأنه يشكل انتهاكًا لحقوق اللاجئين والمهاجرين، إلا أن مواقف الدول الأوروبية تباينت بين الرفض التام من بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا، والاستعداد المشروط لقبول المهاجرين في دول أخرى مثل بولندا والمجر.
وأثار تباين المواقف الأوروبية تساؤلات حول مدى تأثير ذلك في العلاقات الأوروبية الأمريكية، وكيفية إدارة قضية الهجرة عالميًا.
وبهذا الصدد، قال الخبير السياسي الفرنسي، جان بيرنار، إن "مقترح ترامب يعكس توجهًا متشددًا في سياسة الهجرة، وهو ما يتعارض مع قيم حقوق الإنسان التي تتبناها أوروبا".
وأضاف بيرنار، لـ"إرم نيوز"، أن هذه السياسة ستزيد تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ظل الجدل المستمر حول قضايا الهجرة واللجوء.
بدوره، قال المحلل السياسي الفرنسي، ألبير دوفيل، إن "الرفض الأوروبي لمقترح ترامب ليس مفاجئًا، خاصة في وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبي تحديات متزايدة في مجال إدارة الهجرة".
وأشار دوفيل، لـ"إرم نيوز"، إلى أن الدول الأوروبية لا ترغب في أن تصبح طرفًا في سياسات الهجرة الأمريكية، إذ إن موقفها المتحفظ يعكس رغبتها في الحفاظ على سيادتها في معالجة القضايا الداخلية المتعلقة باللاجئين والمهاجرين.
وفي خطوة مثيرة للجدل، اقترح ترامب خططًا تهدف إلى تهجير عدد من اللاجئين والمهاجرين من الولايات المتحدة إلى دول أخرى، في إطار سياسات الهجرة التي كان يروج لها في فترة ولايته الأولى.
والمقترح الذي كان يهدف إلى تخفيف الضغوط على نظام الهجرة الأمريكي، أثار موجة من الانتقادات، ورفضته عدة دول باعتباره يشكل انتهاكًا لحقوق اللاجئين والمهاجرين.
وفي الوقت الذي عبرت فيه الدول العربية عن رفضها القاطع لخطة ترامب تهجير الغزيين من القطاع إلى دول أخرى، لا سيما مصر والأردن، جاء رد الفعل الأوروبي على قضية التهجير بمواقف متباينة.
وأعلنت دول أوروبية عدة، مثل ألمانيا وفرنسا، رفضها القاطع لاستقبال أي مهاجرين إضافيين تحت هذا الإطار، مشيرة إلى أن خطط ترامب بشأن المهاجرين تتناقض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي في مجال حقوق الإنسان والحماية الدولية للاجئين.
من جهة أخرى، أكدت دول أخرى في أوروبا، مثل بولندا والمجر، استعدادها للنظر في استقبال بعض المهاجرين بموجب ترتيبات خاصة، مشددة على ضرورة التشاور مع السلطات الأمريكية قبل اتخاذ أي خطوات عملية.
وأشار الخبراء إلى أن أوروبا، ورغم التحديات التي تواجهها في التعامل مع تدفقات الهجرة، ترفض العودة إلى سياسات ترامب السابقة التي وصفت بأنها "تشدد غير إنساني".
وتركز أوروبا على حماية حقوق الإنسان، وتضع قيودًا على سياسات الهجرة التي قد تعرض هذه الحقوق للخطر.
