logo
العالم

زين الدين زيدان.. عندما يتحول نجم فرنسا لناشط ضد اليمين المتطرف

نجم المنتخب الفرنسي السابق زين الدين زيدانالمصدر: (أ ف ب)

على مر السنوات، لم يكتفِ نجم المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان بتحقيق المجد على أرض الملعب، بل تجاوز ذلك ليصبح صوتًا سياسيًا مؤثرًا في مواجهة اليمين المتطرف، فالأسطورة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية لم تتردد في استخدام منصتها وشهرتها العالمية للتصدي لخطاب التطرف والعنصرية، مُظهرًا أن المسؤولية الاجتماعية لا تقل أهمية عن الإنجازات الرياضية.

ففي عدة مناسبات خلال حياته، أعلن زيدان معارضته التامة للتجمع الوطني وعائلة لوبان، وذلك في الانتخابات الرئاسية لعامي 2002 و2017، وهي حرب من المتوقع أن تستمر ضد جوردان بارديلا إذا ترشح بدوره في عام 2027.

ونظرًا لعدم قدرة مارين لوبان حاليًا على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027؛ بسبب إدانتها القضائية، فمن المحتمل أن يتولى بارديلا راية التجمع الوطني، وهو الحزب الذي لم يتردد زيدان في مواجهته إعلاميًا في عدة مناسبات، وكان ذلك تحديدًا خلال الفترة الفاصلة بين الجولتين في 2017 عندما تأهلت لوبان للدور الثاني.

زيدان، الذي كان حينها مدربًا لريال مدريد، تحدث في مؤتمر صحفي لانتقاد التجمع الوطني، كما فعل في 2002 مع جان ماري لوبان: "الرسالة هي نفسها دائمًا، رسالة 2002. أنا بعيد عن كل هذه الأفكار، عن هذا التجمع الوطني. لذلك يجب تجنب ذلك بأقصى قدر ممكن.. التطرف ليس جيدًا أبدًا"، هكذا قال زيدان.

لوبان ترد بهجوم مضاد حاد

بعد أيام قليلة، ردت مارين لوبان على قناة BFM TV، ساخرة من دوافع بطل العالم وقالت: "هذا رأيه، ماذا تريدون أن أقول لكم؟ يمكنه إعطاء نصائح في كرة القدم، إنه جيد جدًا يجب الاعتراف بذلك، لكن في السياسة هذا ليس مؤكدًا".

ثم أضافت بلهجة أكثر حدة: "ستقولون لي، أفهم أنه سيصوت لإيمانويل ماكرون. أفترض أن زين الدين زيدان يمتلك رأس مال كبير، وبالتالي من مصلحته على الأرجح انتخاب ماكرون للحفاظ على الثروة التي تمكن من الحصول عليها بفضل موهبته".

لم تكتفِ مارين لوبان بذلك، بل هاجمت أيضًا الرسالة التي اعتبرت أن زيدان يوجهها لشباب الأحياء الشعبية: "الحجة القائلة بأن الشباب في الأحياء ليس أمامهم سوى خيارين: إما أن يصبحوا لاعبي كرة قدم أو تجار مخدرات، هذا أمر مرعب".

مواجهة محتملة مع بارديلا في 2027

بعد ثماني سنوات من تلك المواجهة، لا تزال مارين لوبان متمسكة بموقفها. فهي ترى أن زيدان أخطأ باستخدام تأثيره الرياضي لأهداف سياسية، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2027، تكتسب مواجهتهما الكلامية صدى جديدًا، ما يغذي التفكير حول دور الشخصيات المؤثرة في النقاش السياسي الفرنسي.

وهكذا، قد نشهد بعد عامين نمطًا مماثلًا من التبادلات الحادة بين زين الدين زيدان وجوردان بارديلا، في حال قرر الأسطورة الفرنسية مرة أخرى كسر صمته للتصدي لليمين المتطرف، مؤكدًا التزامه الثابت بالقيم الإنسانية والتنوع الذي طالما دافع عنه طوال مسيرته.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC