مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطط لتعزيز الشراكات الدولية التي تهدف لاستفادة الدول الأفريقية من مواردها المعدنية الحيوية، وليس مجرد نقلها إلى الخارج؛ في محاولة لاستعادة مكانة أوروبا الاقتصادية والتاريخية في القارة، وتصحيح أخطاء ماضيها الاستعماري.
وبحسب "بوليتيكو"، فإن بروكسل تجد نفسها في سباق مع بكين، التي نجحت في الوصول إلى الموارد الأفريقية أولاً، وتأسيس علاقات اقتصادية مستقرة دون أعباء تاريخية، لتصبح المهيمنة على سلاسل المعالجة والمعادن في العالم؛ ما يطرح تساؤلًا رئيسيًا: كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدم نفسه كخيار أخلاقي ومستدام مقارنة بالصين؟
ويرى الخبراء أن التزام أوروبا بالاستخراج المسؤول ومنح أفريقيا قيمة محلية، وتعزيز المعايير البيئية والاجتماعية، مع التركيز على التنمية المستدامة، قد يسهم في تنفيذ الخطط الأوروبية، غير أن تحقيق مثل هذه الأهداف لا يزال تحديًا خطيرًا؛ إذ يشكك المسؤولون والمنظمات الأفريقية في أن المشاريع الأوروبية ستترجم فعليًا إلى فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية، ويخشون أن تكون مجرد وسيلة لخدمة مصالح الاتحاد الأوروبي.
فمشروع "ممر لوبيتو"، على سبيل المثال، أصبح يُصوَّر كرمز للشراكة بين القارتين، لكنه واجه انتقادات بسبب بطء التنفيذ والمخاطر البيئية، وغياب الفائدة المباشرة للسكان المحليين، كما أن مسألة تعزيز "القيمة المضافة" لا تزال محل خلاف بين الجانبين: المسؤولون الأوروبيون يركزون على المعالجة الأولية للمعادن قبل تصديرها، بينما يرى القادة الأفارقة أن القيمة الحقيقية تكمن في تطوير سلاسل إنتاج محلية مكتملة وصولًا إلى المنتج النهائي.
إضافةً إلى ذلك، كشفت مصادر أن أوروبا تواجه تحديًا مزدوجًا في الحفاظ على معايير عالية للحقوق الإنسانية والاستدامة البيئية؛ فبينما تحاول تعزيز قدرتها التنافسية، فإن القوانين المقترحة لمراقبة الشركات الأوروبية في الخارج تواجه مقاومة من بعض السياسيين ورجال الأعمال الذين يرفضون التكاليف المرتفعة للامتثال للمعايير.
ومع ذلك، يصر الاتحاد الأوروبي على أن التميّز عن الصين يكمن في ضمان استفادة المجتمعات المحلية، وهو ما يراه بعض المشرعين الأوروبيين شرطًا أساسيًا لنجاح أي استثمار طويل الأمد في القارة، كما أن الدول الإفريقية نفسها بدأت تطالب بمزيد من الوضوح والشفافية لضمان أن تكون الشراكات مع أوروبا مبنية على مصالح مشتركة حقيقية، وليس مجرد نقل الموارد.
وفي هذا السياق تؤكد بروكسل التزامها بإعادة ضبط إرثها "المتوتر" تاريخيًا مع المنطقة، وهي الرسالة التي ستؤكد عليها فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عندما يخاطبان الزعماء الأفارقة والاتحاد الأوروبي في قمة 24-25 نوفمبر/تشرين الثاني في لواندا بأنغولا، التي تحتفل بمرور 50 عامًا على استقلالها عن الحكم البرتغالي.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه المنافسة على المعادن الحيوية، تبدو أوروبا مضطرة ليس لتقديم وعود أخلاقية فحسب، بل لإثبات قدرتها على تحويل هذه الوعود إلى واقع ملموس على الأرض، إذا أرادت أن تكون بديلاً حقيقيًا ومستدامًا للصين في أفريقيا.