الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
استيقظت الولايات المتحدة على خبر عاجل يتعلق بمداهمة عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، جون بولتون، في مدينة بتسدا بولاية ميريلاند المحاذية لواشنطن، فيما قال مسؤولون في البيت الأبيض لـ"إرم نيوز"، إن الانتقادات الأخيرة التي وجهها بولتون لترامب في ما يتعلق بجهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، خاصة منها تلك التي قال فيها إن بوتين انتصر على ترامب في قمة ألاسكا، أزعجت كثيرا الرئيس ترامب وفريقه المعاون في البيت الأبيض.
ورأى هؤلاء في هذه الانتقادات تقليلا من جانب المستشار الأمني السابق لجهود الإدارة الحالية على المسرح الدولي، وتقليلا من شأن فريق الأمن القومي العامل مع الرئيس ترامب حاليا.
من جهته، مكتب التحقيقات الفيدرالي قال على لسان مديره، إن لا أحد فوق القانون في أمريكا دون إعطاء أي تفاصيل إضافية حول أسباب المداهمة المفاجئة.
وفي خطوة لافتة كان الرئيس ترامب قد قرر غداة وصوله إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني الماضي رفع الحراسة الأمنية عن مستشاره السابق بدعوى أنه لا ضرورة لذلك، وأن هذه الحماية تكلف الخزينة الكثير من الأموال.
وكان بولتون قد استفاد من هذه الحماية في عهد الرئيس السابق جو بايدن على خلفية تلقيه تهديدات من قبل الحكومة الإيرانية لاستهدافه بالاغتيال بوصف بولتون أحد الأصوات الكبيرة في واشنطن الداعية والداعمة لتدخل عسكري مباشر لإنهاء الأزمة النووية مع طهران.
وما بين المستشار الدبلوماسي المخضرم، الذي تعامل مع عدة إدارات جمهورية وديمقراطية منذ عقود في واشنطن، والرئيس ترامب، قصة طويلة من الخلافات الشخصية والعلنية تعود جميعها إلى فترة عمل بولتون في البيت الأبيض بصفة مستشار ترامب للأمن القومي لمدة سبعة عشر شهرا، قبل أن تندلع خلافات بينهما ويقرر ترامب إنهاء مهامه على رأس فريقه الأمني.
ترامب وصف بولتون حينها بأنه رجل مجنون يريد أن يدفع به إلى خوض حرب ضد إيران، فيما تفرغ بولتون بعد ذلك للحديث إلى وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية عن عدم أهلية ترامب لقيادة الولايات المتحدة وتولي منصب الرئاسة.
لاحقا أصدر بولتون كتابه عن فترة عمله في البيت الأبيض مع ترامب "كنت هناك في الغرفة"، في إشارة إلى غرفة العمليات، أي غرفة اتخاذ القرارات، وهو الكتاب الذي سجل مبيعات قياسية في وقت إصداره.
في أيامها الأخيرة من الولاية الأولى حاولت إدارة ترامب منع صدور الكتاب، باعتبار أنه يتناول وثائق ومعلومات سرية عن فترة عمل بولتون في البيت الأبيض وهو ما لا يسمح القانون بتناوله في منشورات علنية.
لم تنجح جهود ترامب القضائية في منع صدور كتاب مستشاره السابق، فيما تطور العداء بين الرجلين على مدار السنوات الست الماضية.
وكان المستشار بولتون أحد أكبر الأصوات من القيادات الجمهورية التي عارضت ترشيح ترامب لولاية ثانية غداة فوزه بترشيح الحزب الجمهوري، وشدد على أن ترامب لا يملك أي استراتيجية للتعامل مع إيران أو مع روسيا أو حتى للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا بولايته الثانية.