اتهمت صحيفة "همشهري" الإيرانية، اليوم الاثنين، الجيش الإسرائيلي بالسعي لإشعال فوضى داخلية في إيران من خلال ضربات جوية استهدفت سجن إيفين، وعدداً من المراكز الأمنية والشرطية في طهران، مؤكدة أن هذه الهجمات تتجاوز الطابع العسكري التقليدي وتحمل أبعاداً نفسية وسياسية تهدف إلى تفكيك النظام الداخلي وإرباك الوضع الأمني في البلاد.
ويعتبر سجن إيفين أحد أشهر سجون إيران السياسية، ويُعدّ رمزاً للرقابة والقمع في الجمهورية الإسلامية؛ نظراً لتاريخه الطويل مع معتقلي الرأي والمعارضين السياسيين. يقع في شمال العاصمة طهران، عند سفح جبال ألبرز، وتم بناؤه في عهد الشاه عام 1971، لكنه ظل نشطاً بعد الثورة 1979، وتحوّل إلى مركز رئيس لاحتجاز الخصوم السياسيين.
وقالت الصحيفة، إن الهجمات التي وقعت صباح الاثنين، على مواقع أمنية حساسة، وعلى رأسها سجن إيفين، تعبّر عن استراتيجية إسرائيلية لإحداث حالة من الفوضى والإرباك في الداخل الإيراني، من خلال تقويض ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية.
وأضافت أن "إسرائيل لم تكن تسعى منذ البداية إلى تحقيق نصر عسكري مباشر، بل راهنت على تفجير الأوضاع داخلياً من خلال بث الفوضى والاضطراب، بالتوازي مع دعم إعلامي واسع من قبل قنوات مثل 'بي بي سي فارسي'، و'إيران إنترناشونال'، التي تلعب دوراً محورياً في الحرب النفسية ضد إيران".
وحذرت "همشهري" من أن المعركة اليوم لم تعد فقط في السماء أو على الأرض، بل باتت تدور في عقول الناس وشوارع المدن، داعية إلى رفع مستوى الوعي الشعبي وإفشال "مخطط العدو" الرامي إلى إشعال احتجاجات جديدة.
وتأتي هذه التقارير وسط حالة من التوتر غير المسبوق الذي تشهده العاصمة طهران، في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على منشآت عسكرية ونووية، بالتوازي مع تحذيرات من احتمال دخول البلاد في مرحلة اضطراب داخلي متزامن مع العدوان الخارجي.