بعد الإفراج عن نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، أمس الاثنين، يظل السياسي البارز خاضعًا لإجراءات قضائية مشددة، في ظل القلق من احتمال ممارسة ضغوط على الشهود أو التنسيق مع باقي المتهمين.
ووفقًا لمحاميه كريستوف إنجرين، فإن "المرحلة التالية هي محاكمة الاستئناف، وعملنا الآن يتركز على التحضير لهذه الجلسة". ومن المقرر أن تعقد محكمة الاستئناف اجتماعًا مع فريق الدفاع الخميس المقبل لتحديد تفاصيل سير المحاكمة المقررة في آذار/مارس المقبل، حسبما نقلت قناة "آر تي أل".
ويحظر على ساركوزي مغادرة الأراضي الفرنسية، كما يمنع من الاتصال بعدد من الأشخاص المحددين قضائيًا، وهو ما يعكس القيود المفروضة عليه لضمان سير المحاكمة بشكل نزيه.
وخلال أسبوعين، ستصدر المحكمة العليا حكمها النهائي فيما يتعلق بعقوبة السجن الصادرة بحقه لمدة 6 أشهر في قضية تمويل حملة زوجته العام 2012، وقضية "بيغماليون". وقد تؤدي النتيجة إما إلى تثبيت الحكم أو إلغائه نهائيًا.
رسالة امتنان
بعد خروجه من السجن، نشر ساركوزي رسالة على حسابه بمنصة "إكس"، قال فيها: "في اللحظة التي أستعيد فيها حريتي وعائلتي، أود أن أعبر لجميع الذين كتبوا لي ودعمني ودافعوا عني عن مدى امتناني لهم".
وأشار الرئيس السابق إلى أن الدعم الجماهيري قد أعطاه القوة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، مضيفًا: "آلاف رسائلكم أثرت فيّ ومنحتني القوة لتحمل هذه المحنة".
وأكد ساركوزي أنه سيكرس جهوده للتحضير لمحاكمته في الاستئناف: "كل طاقتي موجهة نحو هدف واحد فقط، وهو إثبات براءتي"، مختتمًا رسالته بتأكيد قوي على إيمانه بالعدالة: "الحق سينتصر. هذه حقيقة تعلمها الحياة. نهاية القصة لم تُكتب بعد".
وخلال فترة الحبس، كشفت تفاصيل حياته اليومية في السجن عن بعض الصعوبات الشخصية، حيث رفض ساركوزي تناول وجبات السجن لأسباب تتعلق بالثقة والسلامة الشخصية، مكتفيًا بالزبادي فقط. كما عاد إلى منزله في حي فيلا مونتمورنسي الباريسي، المعروف بكونه موطنًا سابقًا لنجوم عالميين، ليستعيد حياته العائلية والثقافية بعد فترة الاحتجاز.
لكن على الرغم من الإفراج عنه، يظل نيكولا ساركوزي محاصرًا بقيود قضائية واضحة، وتتركز جميع الأنظار على محاكمة الاستئناف المقبلة، التي ستحدد مستقبل الرئيس السابق في الساحة السياسية الفرنسية.