ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
نفَّذت سلطات الهجرة الأمريكية مداهمة غير مسبوقة على مصنع بطاريات قيد الإنشاء في ولاية جورجيا، ما تسبَّب بإيقاف العمل في مشروعٍ ضخم استثمرت فيه شركات كورية جنوبية مليارات الدولارات.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اعتقلت السلطات الأمريكية نحو 500 عامل، بينهم عدد كبير من الكوريين، في حين وصفت السلطات العملية بأنها الأكبر من نوعها في موقع واحد.
وذكر التقرير أن الخطوة فجّرت أزمةً تجاوزت حدود بلدة إليبيل الصغيرة قرب سافانا، لتصل ارتداداتها إلى سيؤول وواشنطن؛ ففي حين تُعوّل الإدارة الأمريكية على استثمارات كوريا الجنوبية لتسريع تصنيع السيارات الكهربائية، جاءت المداهمة لتكشف تناقضًا واضحًا: "سياسة الانفتاح على رؤوس الأموال الأجنبية تقابلها حملة متشددة على العمالة المهاجرة".
وبحسب الخبراء، فإن الشركات الكورية أبدت قلقًا بالغًا، بما فيها شركة "إل جي إنرجي سوليوشن" التي أكدت أن موظفيها وشركاءها بين الموقوفين، وأعلنت أنها تبذل جهودًا لإطلاق سراحهم، أما "هيونداي" فأوضحت أن موظفيها لم يخضعوا للتحقيق، لكنها باشرت عملية مراجعة واسعة لضمان التزام المقاولين بالمعايير القانونية.
وبحسب مصادر، فإن الغارة أثارت استياءً واسعًا في أوساط رجال الأعمال في كوريا الجنوبية؛ إذ علَّق أحد المراقبين بأن الرسائل الصادرة من واشنطن تبدو متناقضة: "تطلبون استثماراتنا، ثم تستهدفون عمالنا"، كما ظهرت انعكاسات هذا التوتر سريعًا في النقاشات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أما محليًا، زادت المداهمة الانقسام في الداخل الأمريكي؛ إذ طالبت نقابات العمال في جورجيا بمحاسبة الشركات التي "تمنح فرصًا لمهاجرين غير موثقين، على حساب العمال الأمريكيين".
بينما حذّر آخرون من أن تعطيل المشروع يهدد فرص عملٍ كانت الولاية تُعوّل عليها، كما انقسم السكان بدورهم بين من يرى في الاستثمارات الكورية تغييرًا إيجابيًا، ومن يخشى أن التطوير السريع يجرّ مشكلات اجتماعية واقتصادية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية أنه وبينما لا تزال التحقيقات جاريةً، ولم تُعلِن السلطات تفاصيل حول أوضاع الموقوفين أو طبيعة المخالفات، فمن المؤكد أن ما حدث لن يقتصر على مصنع في بلدة ريفية، بل سيضع العلاقة الأمريكية-الكورية أمام اختبار صعب، في وقتٍ ترتبط فيه التحالفات الاقتصادية مباشرة بحسابات سياسية وانتخابية داخل واشنطن.