قال مسؤول بارز في الكرملين إن عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، لا يشكّل أولوية حاليا لموسكو، مشددا على أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستظل مرهونة بظروف سياسية وأمنية لم تنضج بعد.
وأكد المسؤول الروسي لـ"إرم نيوز" أن عقد لقاء مباشر بين الرئيس بوتين ونظيره زيلينسكي لن يكون مطروحا على المدى القريب، وأن أي تحرك في هذا الاتجاه سيبقى مشروطا بتهيئة بيئة تفاوضية جديدة تقوم على التفاهم المتبادل وتقديم تنازلات من الطرفين.
وأشار المسؤول إلى أن الكرملين سيركّز في المرحلة المقبلة على الدفع نحو صياغة إطار أمني واضح يضمن عدم وجود أي قوات أجنبية في أوكرانيا، مع العمل على إنشاء مناطق لخفض التصعيد تُراقب عبر قوات محايدة من دول مقبولة لدى موسكو.
وأوضح المصدر أن روسيا ستسعى إلى تكريس الاعتراف الدولي بضم شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع، وهو شرط محوري بالنسبة لموسكو قبل الحديث عن أي لقاء قمة.
ولفت إلى أن هذا المسار سيستغرق وقتا طويلا، وأن التحضيرات الرسمية لمثل هذا اللقاء لن تبدأ إلا بعد بلورة تفاهمات أولية حول الضمانات الأمنية والحدود النهائية للنزاع.
وأضاف المسؤول الروسي أن الكرملين سيواصل في الفترة المقبلة المناورة السياسية للحفاظ على موقعه التفاوضي، مع إبقاء الباب مواربا أمام أي وساطات قد تطرحها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يحاول الدفع باتجاه عقد لقاء القمة كإنجاز سياسي له، لكن روسيا ستتعامل مع هذه المساعي بمرونة محسوبة، بحيث لا تسمح بتحقيق تقدم من دون ضمان مصالحها الاستراتيجية.
وتابع: "موسكو ستعمل على تفادي أي سيناريو يظهر فشل ترامب بشكل كامل، لكنها في الوقت ذاته لن تقدم تنازلات مجانية".