logo
العالم

"ليست حربنا".. هكذا رفض ترامب تسليم سلاح أمريكا "السري" لأوكرانيا

من لقاء سابق بين ترامب وزيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)

ذهب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه عدم تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"، بعد محادثات حاسمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وفقا لصحيفة "ذا آي بيبر" البريطانية.

وصاروخ "توماهوك" للهجوم البري، هو صاروخ "كروز" بعيد المدى يُطلق عادةً من البحر لمهاجمة أهداف في عمق أراضي العدو.

وبمدى 2500 كيلومتر، فإن 1945 من الأصول العسكرية الروسية ومدينة موسكو ستكون في مرمى السلاح، وهو ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب بشكل كبير.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية أثناء توجهه إلى إسرائيل الأسبوع الماضي: "قد أقول: انظروا، إذا لم تُحسم هذه الحرب، فسأرسل لهم صواريخ توماهوك".

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين

"التايمز": بوتين يتفوّق مجدداً على زيلينسكي بسياسة "التوماهوك"

لكن بعد اجتماع البيت الأبيض بدا أن ترامب قد تراجع عن الفكرة، معربًا عن أمله في إنهاء الحرب بدون صواريخ "توماهوك"، فما الذي غيّر رأي ترامب؟.

وأوضحت روسيا أن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيُصعّد الحرب، وقد يُشعل فتيل حرب نووية.

وحذّر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف من استحالة التمييز بين صواريخ "توماهوك"، التي تحمل رؤوسًا نووية وتلك التقليدية بعد إطلاقها، وألمح إلى أن رد روسيا على هجوم بصواريخ "توماهوك" قد يكون نوويًا.

وأضاف ميدفيديف، الذي يشغل أيضًا منصب نائب مدير مجلس الأمن الروسي متسائلًا: "كيف ينبغي لروسيا أن ترد؟ بالضبط!".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي، إن "موضوع صواريخ توماهوك مثير للقلق البالغ"، واصفًا أي صفقة بيع بأنها "لحظة حرجة للغاية" مع "تصاعد التوترات من جميع الأطراف".

وأضاف بيسكوف: "تخيلوا فقط: صاروخ بعيد المدى يُطلق ويحلق، ونحن نعلم أنه قد يكون نوويًا. ما الذي يجب أن يفكر فيه الاتحاد الروسي؟ كيف يجب أن تتفاعل روسيا؟ يجب على الخبراء العسكريين في الخارج أن يفهموا هذا".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الصعب تحديد مدى خطورة هذا التهديد، فقد وجهت روسيا بالفعل عدة تحذيرات من حرب نووية.

لكن يبدو أن زيلينسكي أدرك أن خطر التصعيد هذا هو السبب الرئيس لعدم التوصل إلى اتفاق، حيث صرح للصحفيين أنه وترامب تحدثا عن الصواريخ بعيدة المدى، لكنهما قررا عدم الإدلاء بتصريحات حول هذه القضية "لأن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدًا".

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

من التصعيد إلى التوازن الحذر.. أزمة "توماهوك" تعيد رسم علاقات موسكو وواشنطن

وعندما سُئل عما إذا كان أكثر تفاؤلاً بعد الاجتماع بشأن حصول أوكرانيا على صواريخ "توماهوك"، قال: "أنا واقعي".

وبعد التهديدات الروسية، ربما شعر ترامب أيضًا أن إمداد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيُمثل تورطًا أمريكيًا مفرطًا في الحرب.

وفي مكالمة هاتفية هذا الأسبوع، صرّح الكرملين بأن بوتين أبلغ ترامب بأن بيع صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا "سيُلحق ضررًا بالغًا" بالعلاقات الأمريكية الروسية ويُعرقل محادثات السلام.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بأنه من غير الممكن استخدام صواريخ توماهوك دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين، مما يؤدي إلى "مرحلة تصعيد جديدة نوعيًا".

وسواء رأى ترامب في هذا تهديدًا جديًا لأمن الولايات المتحدة أم لا، فإنه يُدرك أن زيادة التدخل الأمريكي على الأرجح لن تُقنع قاعدته الانتخابية.

وقال توني برينتون، السفير البريطاني السابق لدى روسيا، إن ترامب أوضح اعتقاده بأن "أوكرانيا ليست حرب أمريكا في الواقع، بل هي حرب أوروبا، ومع استعدادهم لتقديم الدعم إلى حد ما... ينبغي على أوروبا أن تتحمل العبء الأكبر في تسليح أوكرانيا وتقديم المساعدة المالية لها".

وكان من دواعي قلق العديد من حلفاء أوكرانيا طوال الحرب التنازل عن الكثير من ترسانتهم وإضعافها.

وستحتاج أوكرانيا إلى نوع جديد نسبيًا من صاروخ "توماهوك" يُطلق من الأرض، لأنها لا تملك السفن والغواصات التي تُطلق منها الصواريخ عادةً. هذه القاذفات الأرضية نادرة نسبيًا، ويُقال إن الجيش الأمريكي يمتلك اثنتين منها فقط.

وصرح ترامب بأن الولايات المتحدة لا تستطيع "استنزاف" مخزونها من صواريخ توماهوك، قائلاً: "نحن بحاجة إليها أيضًا، لذلك لا أعرف ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC