الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشف تقرير لصحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أن معركة خلافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض عام 2028 قد بدأت مبكراً، مشيرة إلى أن اثنين من أعوانه يتصدران المشهد في محاولة للاستفادة من الإرث السياسي للرئيس الجمهوري الذي حقق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة فوزاً ساحقاً على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وبحسب الصحيفة، فإن 7 نوفمبر 2028، يعد يوماً منتظراً على نطاق واسع في الولايات المتحدة لأنه يعني للملايين نهاية حكم وعصر ترامب من جهة، ومن جهة ثانية قد يكشف ملامح من سيخلفه في الرئاسة هل يكون جمهورياً؟ أم سيستعيد الديمقراطيون السلطة من جديد؟
ويرى التقرير أنه في الوقت الذي يبرز فيه مرشحون محتملون لخلافة ترامب أبرزهم نائبه الحالي جي دي فانس، ووزير خارجيته ماركو روبيو، قد تشهد السنوات المقبلة اتساع دائرة المرشحين، حيث يتوقع أن مناورات سياسية ساخنة داخل الحزب الجمهوري، بحيث يحاول كل مرشح الاستفادة من نجومية الرئيس الحالي لكسب الرهان.
في المقابل، ينتظر الحزب الديمقراطي وقادته تاريخ الاستحقاق الرئاسي القادم بفارغ الصبر، على اعتبار أنه فرصة لتدارك هزيمتهم القاسية في انتخابات 2024 بقيادة كامالا هاريس.
وأكدت "الغارديان" أنا خلافة ترامب باتت حديث الساعة داخل أروقة الحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، ألمح بشكل شبه مؤكد إلى نيته الترشح للرئاسة، بينما تسعى هاريس إلى إعادة تقديم نفسها مجددًا في سباق 2028.
رغم أن كل الظروف القانونية والعمرية تمنعه من الترشح لولاية رئاسية جديدة، إلا أن ترامب (79 عاماً)، أعلن أكثر من مرة عن رغبته في تجاوز الدستور والسعي لولاية ثالثة، حيث قال هذا الأسبوع: "سأحب أن أفعلها"، ثم تراجع لاحقًا عن تصريحه مؤكداً استحالة ذلك قانونياً.
لكن الرئيس كشف عن اسمين يراهما خليفتين محتملين له: نائبه جيه دي فانس ووزير خارجيته ماركو روبيو، مؤكداً أنه يتوقع أن تنحصر معركة الترشيح الجمهوري لعام 2028 بين الرجلين. لكن التاريخ يحذر من المبالغة في الاعتماد على ترشيحات ترامب؛ فحلفاؤه السابقون، مثل مايك بنس، وريكس تيلرسون، ومايك بومبيو، جميعهم سقطوا من حساباته. ومع ذلك، فإن احتمال أن يحمل أحد هذين الرجلين شعلة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" لا يمكن تجاهله، وفقاً لـ"الغادريان".
وفي تقريرها، حاولت الغادريان، تسليط الضوء على مواقف نائب ترامب، قائلة إنه "في سن الحادية والأربعين، أصبح جيه دي فانس الوجه الصاخب والمندفع للجيل الجديد من المدرسة الترامبية، إذ يتصدر اسمه استطلاعات الرأي المبكرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ويتغذى على المواجهة والصدام، وهو فظّ وعدواني.
وتضيف الصحيفة، أن فانس، يدافع بلا هوادة عن ترامب ويهاجم ما يسميهم "الراديكاليين اليساريين المجانين"، وقد دافع عن تعليقات عنصرية ومعادية للنساء أدلى بها أنصار من اليمين. وعندما أعاد ترامب نشر مقطع فيديو عنصري مولد بالذكاء الاصطناعي يسخر من نائب ديمقراطي أسود، رد فانس ببرود قائلاً: "أعتقد أنه مضحك".
في المقابل، يظهر ماركو روبيو، البالغ من العمر 54 عامًا، بصورة أكثر هدوءًا وتكتمًا، بل وربما أكثر عجزًا. فبصفته وزير الخارجية، يلعب دور المخلص المطيع لترامب، محاولاً تبرير وإصلاح قراراته الخارجية المتسرعة. ويعتبر تأخره في تنفيذ عناصر خطة "السلام" في غزة مثالاً واضحاً على ضعف أدائه الدبلوماسي.
وبحسب "الغارديان"، فقد تحوّل روبيو بشكل لافت، ففي حملته الرئاسية لعام 2016، حين سخر منه ترامب بوصفه "ماركو الصغير"، كان مدافعًا شرسًا عن التحالفات الأمريكية وحقوق الإنسان والديمقراطية حول العالم. أما اليوم، فتلك المبادئ تآكلت، إذ تم تقليص برامج المساعدات، وتهميش دعم الديمقراطية، وتقليص المساندة الأمريكية لأوكرانيا بشكل كبير.
وفي ولاية ترامب الثانية، طغى على وجود ماركو روبيو تأثير إيلون ماسك الذي أعاد هيكلة وزارة الخارجية بشكل جذري، ثم سطوة حليف ترامب ستيف ويتكوف. ومع ذلك، يبقى روبيو متشددًا تجاه الأنظمة اليسارية في أمريكا اللاتينية.
وتعكس حملته المتواصلة ضد نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، ودعمه للهجمات البحرية "القاتلة" على مهربي المخدرات المشتبه بهم، رؤيته المتشددة.
وخلص تقرير الصحيفة البريطانية، إلى التأكيد على أن مواقف روبيو المتماهية مع نزعة ترامب السلطوية قد تؤدي إلى نفور الناخبين المعتدلين، بينما ينفّر تطرف فانس المستقلين. ومع ذلك، يبدو أن كليهما مصمم على وراثة إرث حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا".