إعلام ليبي: أنقرة أبلغت الجانب الليبي بأن جميع ركاب الطائرة لقوا مصرعهم
في زمن تتصاعد فيه الاستقطابات السياسية وتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات لنشر الأيديولوجيات المتطرفة، يبرز اسم نيك فوينتس كواحد من أخطر الأصوات في المشهد الأمريكي الراهن.
هذا الشاب الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، بات يمتلك تأثيرًا هائلًا على ملايين الشباب الأمريكي، رغم خطابه المفعم بمعاداة السامية والعنصرية والكراهية.
من خلال بث مباشر يومي ومهارات خطابية استثنائية، يحاول فوينتس تشكيل أمريكا جديدة على أسس دينية متطرفة ونظريات معادية لليهود، مستغلًا الفضاء الرقمي لنشر أفكاره دون رقابة.
وُلد نيك فوينتس عام 1998 في شيكاغو، ونشأ في ضاحية لاغرانج بارك، التحق بجامعة بوسطن لدراسة العلاقات الدولية والعلوم السياسية، لكنه انقطع عن الدراسة في عامه الأول بحجة تعرضه للمضايقات بسبب دعمه للرئيس الحالي دونالد ترامب. بعد ذلك، كرّس حياته بالكامل لإنشاء منصة سياسية رقمية تعتمد على البث المباشر.
بعد حظر قنواته على يوتيوب وفيسبوك وتويتش وريديت بسبب التحريض على الكراهية، بدأ فوينتس ببث برنامجه الليلي "أمريكا أولاً" على منصات أقل شهرة مثل بودباي ورامبل، وهي منصة محافظة يموّلها جزئيًا بيتر ثيل وفيفيك راماسوامي وجيه دي فانس.
بعد استحواذ إيلون ماسك على إكس (تويتر سابقا)، عاد فوينتس إلى المنصة وأصبح حسابه الجديد، الذي فُتح في مايو 2024، يضم أكثر من 1.2 مليون متابع.
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، يتابع ما لا يقل عن 40% من الشباب القياديين في الحزب الجمهوري مقاطع فوينتس المباشرة التي تتميز بأسلوب ساخر وبلاغة محكمة. بعد اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك، تضاعف جمهور فوينتس، ما جعله ثاني أكثر شخصية تأثيرًا على الشباب الأمريكي بعد ترامب نفسه.
كتب المفكر اليميني كورتيس ياربن: "أعتقد أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن نيك فوينتس خطيب من الطراز العالمي. هتلر كان كذلك أيضًا بالطبع". هذه المقارنة ليست عرضية، إذ يعتبر الفيلسوف مارشال ماكلوهان أن ميزة هتلر التنافسية كانت في إتقانه للإذاعة كأول وسيلة إعلام جماهيرية.
وأضاف: "اليوم، يبدو أن فوينتس يمتلك ميزة مماثلة في فهمه العميق للمحتوى المرئي الفيروسي الذي تتوق إليه الأجيال الجديدة".
في مقطع فيديو مباشر بتاريخ 28 مارس 2025، قال فوينتس بشكل عفوي: "اليهود يحكمون المجتمع، والنساء يجب أن يصمتن، ومعظم السود يجب أن يُسجنوا - وسنعيش في الجنة؛ الأمر بهذه البساطة". رغم تطرف هذا الخطاب، ساهم في جعله من أكثر الشخصيات شعبية على الإنترنت.
أما شعاره "أمريكا أولاً / المسيح هو الملك"، فهو إشارة صريحة للتيار الكاثوليكي التقليدي ورؤية دينية شمولية للأمة الأمريكية. يعرّف فوينتس نفسه كقومي مسيحي معادٍ لأي فصل بين الدين والحكومة، ويقول بوضوح: "إما أن تكون مع المسيح أو مع اليهود".
في الأول من نوفمبر 2025، صرّح فوينتس في برنامجه قائلا: "هتلر رائع. هتلر كان على حق. والهولوكوست لم يحدث"، هذه التصريحات تجمع ثلاثة أبعاد خطيرة: تمجيد النازية، إنكار الهولوكوست، والشرعنة الأخلاقية للإبادة الجماعية.
ويردد فوينتس بشكل مهووس نظرية المؤامرة المعادية للسامية التي تقول إن اليهود يسيطرون سرًا على الدولة والاقتصاد الأمريكي. ويقول: "التحدي الأكبر هو الذي تفرضه الجماعة اليهودية المنظمة في الولايات المتحدة... أريد لهذا البلد إعلامًا كاثوليكيًا، وهوليوود كاثوليكية، وحكومة كاثوليكية، وليس حكومة يحتلها اليهود".
في 2019، استخدم فوينتس استعارة "أفران الكوكيز" لإنكار إمكانية وقوع الهولوكوست، وهي حجة كلاسيكية لمنكري المحرقة.
يرى فوينتس أن "الأمريكيين سيموتون من أجل إسرائيل... إسرائيل ليست حليفنا، بل هي على الأرجح عدونا".
ويضيف: "لا يمكن الوثوق باليهود في أعلى مستويات السلطة لأنهم سيكونون مخلصين لنظام آخر، سواء كان إسرائيل أو الجماعة اليهودية العالمية". يذهب إلى حد التلويح بـ"خيار شمشون"، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تلقي قنبلة نووية على أمريكا إذا حاولت قطع العلاقات.