قال علي ربيعي، المساعد الاجتماعي للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن هناك من يحاول تصوير الحرب على أنها خيار مقدس والمفاوضات على أنها خيانة، معتبراً ذلك “ثنائية خاطئة وخطيرة”؛ وذلك وسط حالة جدل في الأوساط السياسية الإيرانية بشأن التفاوض مع الغرب.
وخلال كلمته في ندوة نظمتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، أوضح ربيعي أن الدولة التي تُهزم هي التي تستسلم، بينما الدولة التي لم تُهزم هي التي تفاوض، مؤكداً أن المفاوضات ليست تنازلاً بل وسيلة شريفة لحماية المصالح الوطنية.
وأشار إلى أن النظام الدولي الحالي “ظالم ويفتقر إلى الأخلاق”، وأن قتل الأطفال في غزة لا يلقى أي اهتمام من القوى الكبرى.
وشدد على ضرورة الاعتماد على الشعب والنخب والمؤسسات الاجتماعية، وتعزيز القوة الاقتصادية لزيادة النفوذ السياسي والاقتصادي في المنطقة، إلى جانب الحفاظ على القدرات الدفاعية.
وختم ربيعي بالتأكيد أن التعامل مع النظام العالمي الظالم يتطلب القوة والقدرة على انتزاع الحقوق عبر التفاوض الفعّال، وليس الاكتفاء بخيار الحرب.
وأكد محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية، أن إيران لن تتخلى عن برنامج تخصيب اليورانيوم، واصفاً فكرة “التخصيب صفر” بأنها “مزحة كبيرة”.
وفي تصريحاته الثلاثاء، أشار عارف إلى أن سلوك النظام الإيراني في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة “يسير وفق ما يريده الشعب”، مضيفاً: “إذا توفرت الظروف المناسبة يمكن إجراء مفاوضات مباشرة وبكرامة”، مع ضرورة النظر إلى تجارب الدول التي تفاوضت مع واشنطن وما حققته من مصالح.
وكانت طهران وواشنطن قد عقدتا عدة جولات تفاوضية قبل الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران في يونيو الماضي، لكن هذه المباحثات توقفت عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً.
وفي الوقت الذي هدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً خلال الأسابيع الثمانية الماضية بمهاجمة إيران إذا استأنفت التخصيب، تؤكد طهران إصرارها على مواصلة برنامجها النووي.
وانتقد سعيد جليلي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، حصر الحلول السياسية في أداة المفاوضات، مؤكداً أن المفاوضات وعدمها هما جزء من أدوات الدبلوماسية، ويجب استخدام كل وسيلة في وقتها المناسب.
وفي تصريحات نقلها موقع جماران، قال جليلي، في ما يبدو أنه رد على كلام الرئيس مسعود بزشكيان حول المفاوضات: “إذا أدركنا حجم الفرص المتاحة، فلن نعتبر أداة واحدة حلاً شاملاً، بل نستخدم كل فرصة بما يناسبها”.
وأضاف أن عدم استثمار المفاوضات في عشرات الفرص الممكنة، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم، يؤدي إلى الخسارة والتأخر، مشيراً إلى ما قاله المرشد الإيراني بأن “مفاوضات مسقط كانت واحدة من عشرات مهام وزارة الخارجية”.
وختم جليلي بالتحذير من إعطاء المفاوضات قدسية مبالغ فيها، معتبراً أن من يرى فيها “حلاً لكل حالات الفشل” يضفي عليها قيمة أكبر مما تستحق.